-A +A
عبدالعزيز محمد النهاري
** أفكر جديا في بناء برج سكني على كورنيش جدة، وأخطط أن يكون أعلى من برج «خليفة» في دبي، وبرجي «بتروناس» الماليزيين.. ولأني مازلت في مرحلة التفكير والتأمل، فقد عرضت الأمر على بعض الأصدقاء ومنهم من بنى أبراجا ومنهم من بنى أكشاكا، وقد نصحوني جزاهم الله خيرا بالتريث، وعدم الاستعجال لأن الموضوع يحتاج إلى إعدادات وإجراءات وموافقات وتصديقات لأكثر من جهة لها حق الرفض، وتملك حق التأخير والتعطيل بحكم النظام، ولها متطلبات أحيانا تتقاطع طوليا وعرضيا مع جهات أخرى، ولكل جهة نظامها ولوائحها التي لا تحيد عنها قيد «أنملة» حتى ولو كان ثمن ذلك عدم إقامة المشروع، وهجرته إلى الخارج مع بقاء الأرض بيضاء، رغم التلويح بفرض رسوم على أصحابها لبقائها دون استثمار. وتعاطفا مع المليارات التي تنوء بحملها حساباتي ومدخراتي في البنوك المحلية والخارجية، فقد نصحني زميل مليونيري مثلي بأن أنقل الفكرة إلى جهة أخرى وستدور آليات الحفر والبناء في غضون أيام معدودة، بدلا من الروتين والمرمطة التي لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالى. وقد قررت التريث وعدم الاستعجال، رغم أن أرصدتي تموج اضطرابا، لأنها تريد أن تنطلق إلى جيوب المقاولين حتى لا تبقى حبيسة خزائن البنوك، أو تكون سببا في خصومات ومحاكمات ومنازعات الورثة «بعد عمر طويل إن شاء الله» لأنها في الحقيقة مغرية ويسيل لها لعاب كل وريث قريبا كان أو بعيدا.
قررت التريث لأنني أنتظر أن تتطور الأنظمة، وتحل المرونة بدلا من التعقيد، خصوصا أن الجميع يطالب بأن تبقى أموال البلاد في داخلها بدلا من أن تسافر أو تهاجر لتستثمر في أوروبا أو أمريكا أو أفريقيا، إذ يكفينا المليارات التي تغادر الوطن سنويا متوجهة إلى الخارج كتحويلات للعمالة الأجنبية، كما قررت التريث لأني أتوقع أن تحدث نقلة في نظام الاستثمار تجمع كل الإدارات المعنية بهذا الأمر تحت سقف واحد، لتصدر من ذلك المكان إشارات البدء لتحول استثماري حقيقي لا يستغرق أكثر من بضعة أيام، ذلك هو الحلم الذي أتمنى أن يتحقق في مدينتي، أما المليارات التي حدثتكم عنها هنا فهي «حلم» جميل لا يستطيع أي إنسان أن يمنعه عني، فمن حقي أن أحلم بالمليارات وما يلحقها من مميزات، حتى وإن كان رصيدي لا يتعدى مليون هللة.