-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
لفت نظري قبل أيام إعلان لوزارة الصحة عن رغبتها في استئجار مزرعة للترفيه عن مرضاها في الطائف، ووضعت بدورها المواصفات الواجب توافرها في المكان.
ما أعجبني هو التوجه بأن الفرد يحتاج إلى الترفيه؛ لأنه جزء من الحياة الحديثة، وبالتالي العلاج. وتطرقت إلى مسألة الزراعة وأنه يتاح في المزرعة أساسيات يتمكن فيها المريض من ممارسة الزراعة مما يربطه بالمكان والواقع.

مما سبق، السياحة أصبحت واقعا مهما ورافدا أساسيا للاقتصاد الوطني، فالتنقل والإقامة وأماكن الترفيه بمختلف مستوياتها عصب اقتصادي مهم للغاية في أغلب دول العالم، تركيا وفرنسا وغيرها الكثير يعد فيها الجانب السياحي وزنا حقيقيا في بيانات الدخل والضرائب. لكنه لدينا نهض حديثا. أصبحت تلك الأماكن التي نسمع عنها أو نقرأ ذات تواجد في الخارطة السياحية وبشكل ملموس. صحيح أنه ضعيف لكن بداية خطوة الألف ميل.
سياحة الجزر المتميزة بدأت في جازان، طورت أول جزيرة سياحية قادرة على استقبال السياح. ونتوقع أن تتنامى.
الخوف مع ما نشاهده من عبث البشر.. ففي جبال الجنوب انتهك السيّاح هذه الأماكن ودمروها بالنفايات والكتابة على الجبل والحجر ولو سمح لهم الوضع لكتبوا على الأرض ليشاهد أشعارهم وهلوساتهم من يسافر هاربا من عبث هؤلاء.
وكما يخرب أهل الصيد الجائر الطبيعة الحيوانية والبرية أرجو من أمير السياحة سلطان بن سلمان أن يسهم في سن قوانين تخالف بقوة وتغرم هؤلاء. نقول كيف.. كما فعلوا في قطر لا تستطيع نصب خيمتك إلا بإذن ورسوم رمزية وتعهد بالتنظيف.
وإلا سنبقى نفكر في مسألة الوعي. صراحة هذا مسار مكلف جدا وغير مجدٍ.. وليس هناك وعي أكثر من بعض سياحنا في أوروبا الذين فضحونا في العالم، فهناك من يشوي، يشرب المعسل أو يصيد في الحدائق العامة.
عاقبوهم بالغرامات يرتدعوا، غير هذا فلا فائدة من جملة عزيزي المواطن والمقيم لا ترمِ النفايات أو غيرها من جمل التوعية. ففي الهيئة الملكية لينبع وضعوا في الشاطئ الجديد لوحة حمراء اللون تؤكد على الغرامة وتحمل المتواجدين عبئا ثقيلا لهذا الأمر ويفهم حينها العابثون بأنهم لن يفلتوا من العقاب.. بصراحة طريقة مجدية.