-A +A
مصطفى الفقيه
الرفاق حائرون يتهامسون في ذهول ألن يحقق نجوم الملكي الحلم الذي استعصى كثيرا على الأهلي ولماذا ومتى وكيف.. فهم يرون أن عناصر الفريق يمتلكون كل المواصفات والمعايير والكاريزما التي تمكنهم من تحقيقه متى ما كانت الرغبة الجامحة والروح حاضرتين للفوز فيما تبقى من مباريات الدوري الست، وعلى الأهلاويين إن هم أرادوا تحقيق الدوري ألا ينتظروا الهبات والهدايا من أحد، وعليهم التركيز العالي والحضور الذهني داخل المستطيل الأخضر، واللعب طوال شوطي المباراة بهدف الفوز، وألا تتشتت أذهان لاعبيهم بنتائج الفرق الأخرى مثلما تكررت الأربع الفرص الماضية.
فالأهلي يملك لاعبين أساسيين - أو من هم في بنك الاحتياط- كانوا قادرين على قلب موازين المباريات متى ما كانت الروح حاضرة والطموح في عنفوانه.

والأهلي منذ ثلاثة مواسم لم يعد ينظر له على أنه فريق ينقصه النفس الطويل، وعلى مسيري القرار أن يدركوا أن تحقيق الحلم بات على مقربة، وقاب قوسين أو أدنى من الاحتفال به متى ما شعر الجميع بأهمية هذه المرحلة، التي تتوجب أن يكونوا على قلب رجل واحد والانصهار معا والتكاتف لتحقيق هذا الهدف، بتكريس وتعزيز وغرس التفاؤل وبث الحماس وزيادة القتالية وشحن الروح في نفوس كل اللاعبين بهدف الفوز والفوز فقط، وعدم انتظار الهدايا «اللي ما ياكل من يده ما يشبع». وألا يلتفتوا لإحباطات وإسقاطات الذين لا هم لهم إلا التشويش وتشتيت الأذهان بعيدا عن داخل الملعب للتأثير وفقدان السيطرة على زمام الأمور، وأن ينسوا عثرات السنين الماضيات والتعاطي مع قادم المباريات بحزم وعزم الأبطال الراغبين في وضع بصمتهم وقول كلمتهم لتحقيق تطلعات جماهيرهم باعتلاء منصات التتويج وانتزاع البطولات، ففرصة تحقيق دوري جميل هذا العام قد لا تتاح في يوم ما مثلما تهيأت للأهلي هذا الموسم، وعلى اللاعبين أن يتمسكوا بتلابيبها جيدا وألا يفرطوا في أي من جزئياتها حتى يتحقق الهدف المنشود.
نعرف أن الأندية العملاقة تكبو وتبتعد عن البطولات، والشواهد كثيرة ولكنها حينما تعود تكتسح كل من يقابلها بلا هوادة، وهذا ما فعله ويفعله الأهلي منذ موسمين، يضرب في كل اتجاه ويستمر في «الجلد» حتى آخر رمق، ولازمه سوء الطالع في مباريات الحسم، ولكنه لم يرتكن بل واصل في استمرار مسلسل التفوق وتقديم المأمول، وبعودة روح وقتالية اللاعبين وتواجد الخبير كيال ونظرة جروس الواقعية والالتفاف الشرفي والحضور الجماهيري والدعم الإعلامي سيتحقق الحلم الذي طال أمده كثيرا.
ومضة:
لا تعامل الناس بأسلوب واحد، فليس كل المرضى يأخذون نفس الدواء!!