-A +A
جميل الذيابي
للنائب الكويتي المنحدر من بوشهر عبدالحميد دشتي لسان طويل شديد الزفارة والوقاحة. وهو بلا شك أفضل نموذج لمن يمنح فرصة لممارسة الديمقراطية فينتهز حصانته للإساءة لبلده، قبل غيره، والإساءة للدول التي تعتبرها الكويت بلدانا شقيقة وحليفة يجمعها بها مصير واحد، وجغرافيا واحدة، وتاريخ مشترك. ودشتي محام مرتبك، ينبغي وصفه بـ «محامي الشيطان»، إذ يستخدم علاقاته القانونية، ولسانه الطويل الزفر للإساءة للكويت والسعودية والبحرين وغيرها. ويستخدم فبركاته في «القضاء الجالس» لينكر للآخرين مقاصده وإساءاته ومن يحركه ويمتطي جهله.
دشتي، محامي الشيطان فعليا، لأنه يدافع عن منطق الشيطان الفارسي الأكبر (إيران)، ويذود عن مصالح ملالي طهران في سورية والخليج العربي، حتى لو كلفه ذلك الذهاب إلى جنيف لإعمال مبضعه سبا وتشويها وبهتانا على الحقيقة. ولم يعبأ هذا الرجل غير المحترم بمناشدة كبار رجالات الكويت كافة، حاكمين ومحكومين، وفي مقدمهم صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الذي أعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، أن أمير دولة الكويت، كلفه بنقل رسالة إلى دشتي تضمنت أن أي إساءة للسعودية أو دول الخليج هي إساءة له، وأي جرح يجرح الدول الشقيقة في الخليج هو جرح للكويت وله؛ بل من الثابت أن دشتي تعهد بعدم التطرق لدول مجلس التعاون. لكنه لم يلتزم عهده ككل الرجال الذين تمنعهم أخلاقهم، وتربطهم ألسنتهم.

وفي حين تخوض الدول الخليجية والعربية معركة وجودية ومصيرية، من التربص الإيراني بها، سعيا للهيمنة وتوسيع نفوذها، عبر أذرع العمالة الإيرانية والخونة، كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، يسافر دشتي للقاء بشار الأسد الذي يقتل شعبه، ويطير إلى جنيف مطلقا أكاذيبه وافتراءاته بحق السعودية والبحرين واليمن. ولعل ذلك هو ما حدا بأحد زملائه في مجلس الأمة ليتساءل في جلسة علنية للمجلس: متى يكون دشتي آدميا ؟ ولكن يبدو أن النائب المحامي دشتي ليس تافها ولا آدميا سويا، بل من طينة الشياطين الذين يدافع عنهم عبر تسويق الأكاذيب والفبركات، كبشار، وعلي خامنئي، وعبدالملك الحوثي.
وهو لا يعبأ مطلقا بالحرج الذي يحشر فيه مسؤولي الكويت الشقيقة، الذين كلما تفوه ببذاءاته، وفاحت زفاراته، اضطروا للنأي بأنفسهم وبالكويت العزيزة على قلوب جميع أهل الخليج، الذين يعلمون كم هي عامرة بالمحبة والاحترام في قلوب الخليجيين على امتداد دولهم الست.
اليوم، يجد دشتي نفسه معزولا بعد رفع الحصانة النيابية عنه ليمثل أمام القضاء الكويتي، وقد يقوده لسانه المنفلت والمنطلق بلا كوابح إلى تجريده من جنسيته، وسيعلم حينئذ أنه خاسر كبير، حتى لو احتضنه الملالي الإيرانيون، وحتى وإن منحه بشار جنسية سورية، بعد جواز السفر السوري الذي يقال إنه يحمله، فهو سيخسر أهل الخليج، ومودتهم الصافية، واحترامهم بعضهم بعضا. وسيخسر الكويت التي مدت له حبال الصبر حتى قطعها بلسانه الزفر. ومهما يكن مصيره فهو ميت بين الأحياء، لن يحترم أحد ما سيقوله بعد أن انكشف سواد قلبه، ولن يتوقع منه أحد شيئا سوى بيع وطنه لإيران، وأدواتها الخسيسة في لبنان واليمن والعراق.. وسورية طبعا.
والأكيد أن المكان الطبيعي لدشتي هو مزبلة التاريخ التي اختارها بنفسه. فهو لا يستحق غيرها !