هذه الكلمة الجميلة معناها العملات المعدنية الصغيرة وعادة ما تكون المكملة للصورة المالية الأكبر... ولها كلمات مختلفة في بلدان مختلفة، ومنها على سبيل المثال «الفراطة» في الشقيقتين لبنان وسورية، و«الفكة» في مصر الشقيقة... ومن المفارقات العجيبة أن الصورة المنطقية للتفاريق معكوسة تماما. السبب هو أن تكاليف إصدارها غالبا ما تكون أعلى من إصدار تكاليف إصدار العملات الورقية ذات القيمة الأعلى «يعني يعني». والمفروض أن تكون القطع المعدنية هي الحاملة للقيم المالية الأعلى في التداول... ما علينا. وهناك دواع أخرى منطقية تجعل التفاريق تتفوق على جميع العملات الورقية وأهمها العناصر الصحية. لاحظ أن العملات الورقية تمتص الزيوت الآدمية، والعرق، والغبار، الأوساخ أعزكم الله بأشكالها وأنواعها بسهولة. وفي الواقع ففي الولايات المتحدة وجدت دراسات علمية من جامعات مختلفة وأهمها جامعة «ماسيتشوستس» في الولايات المتحدة أن الأوراق النقدية الورقية تحتوى على كميات من بودرة «الكوكايين» والعياذ بالله، يعني مجرد لمس هذه الأوراق يعرض الإنسان للخبث والمرض. ولا يقتصر هذا على فلوس أمريكا فحسب، فستجد نفس المشكلة في كندا، وإنجلترا، والبرازيل، واليابان. وأما العملات النقدية الورقية ذات القيمة الأقل، فبسبب سرعة «دورانها» ووتيرة تداولها، فستجد أن كميات الأشياء العجيبة جدا «المتشعبطة» على أسطحها كثيرة. وقد تستغرب عند الاكتشاف أن محفظة النقود في جيبك هي أشبه بفندق للجراثيم من درجة «ترسّو»... يعني أقل الدرجات... وهناك المزيد... فالعملة الورقية من الصعب جدا تنظيفها. وأما التفاريق المعدنية فيمكن تنظيفها بسهولة، بل وتتمتع بخصائص تجعلها طاردة للجراثيم. وهذه المعلومة الغريبة مقرونة بكون معظم المعادن المستخدمة نحاسية أو محتوية على النحاس بنسب كبيرة. وسبحان الله أن أحد أسرار هذا المعدن أنه يقاوم الجراثيم بأشكالها وألوانها فكأنه مضاد حيوي بدائي في جيوبنا. وهناك اتجاه لأن تكون الأسطح المختلفة المعرضة «لشعبطة» الجراثيم مكونة من النحاس للحد من نشر الجراثيم. ولا تستغرب أن ترى مقابض الأبواب، ودورات المياه مصنوعة من النحاس أو خلطات معدنية محتوية عليه. وعلى هذه السيرة فعنصر الفضة أفضل من النحاس في التصدي للجراثيم، وكان تاريخيا في قمة عالم التفاريق، ولكنه كان، وسيبقى، من المعادن المكلفة جدا، ولذا فسيبقى استخدامه محصورا على العملات ذات القيمة الكبيرة التي تليق بتكلفته العالية. ومن المفاجآت العجيبة في موضوعنا أن بعض الأمور التي نحسبها مهمة وأساسية هي في الواقع أشبه بالتفاريق. ولو نظرت في نعمة العناصر الكيميائية التي تكون كل ما هو حولنا بمشيئة الله، فستجد أن مكونات الكون بأكمله هي عبارة عن غاز الهيدروجين بنسبة حوالى 74% وغاز الهيليوم بنسبة حوالى 24%، وعدا عن ذلك فهو أشبه بالتفاريق. وتحديدا فباقي العناصر نسبتها أقل من 2% من مكونات الكون بمشيئة الله... ولنتوقف لحظة هنا... فجميع العناصر الكيميائية في العالم من الأوكسجين، إلى الحديد، والكربون، واليورانيوم، والذهب، والفضة، والنيكل، والنحاس، والقصدير، والصوديوم، والبوتاسيوم، والزئبق وغيرها... هي أقل من 2% من مكونات الكون... يعني كلها أشبه بالتفاريق. والأساس يبقى الهيدروجين والهيليوم. والليلة لو سمح وقتك بالنظر إلى السماء فسترى كل نجم مرئي يعلن عن مكانه ومكانته بالضوء الجميل وهو عبارة عن حرق الهيدرجين وتحوله إلى غاز الهيليوم، وربما بعض العناصر الأخرى، وسبحان الخالق العظيم في تلك التحولات العجيبة.
أمنيـــــــــة
أتمنى أن ندرك أهمية التفاريق بمعانيها المختلفة في حياتنا، فبعض الأمور التي قد تبدو وكأنها قليلة في حياتنا هي تلك التي تستحق الاهتمام الأكبر والأهم. والله أعلم وهو من وراء القصد.
أمنيـــــــــة
أتمنى أن ندرك أهمية التفاريق بمعانيها المختلفة في حياتنا، فبعض الأمور التي قد تبدو وكأنها قليلة في حياتنا هي تلك التي تستحق الاهتمام الأكبر والأهم. والله أعلم وهو من وراء القصد.