-A +A
«عكاظ» (عمان)
الزمن الأمريكي تحت إدارة أوباما يتدحرج إلى الوراء بدل أن يسير قدما إلى الأمام، وبدلا من أن تنظف الولايات المتحدة نفسها من الزمن، وسخت نفسها في الراهن والمستقبل، وبدا الرئيس الأمريكي كمندوب مبيعات متجول يبدي حماسة في المزادات أكثر منه رئيس أكبر دولة في العالم. باتت واشنطن في عهده وكأنها نسيت ملابسها في الكرملين ومع ذلك يخرج أوباما أمام الكاميرات كعصفور بلله المطر، أو هو كطائر نتفت الصقور ريشه ممارساته تعيد إلى الأذهان عدم قدرته على إدارة الأزمات سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها وبات أوباما أكثر الرجال تلقي لـ «الصفعات» فالرئيس الروسي أغرته لعبة «صفع» رئيس أكبر دولة في العالم مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجاوز لعبة «الصفع» إلى توجيه الإهانة المباشرة له الأسبوع الماضي عندما رفض الاجتماع به. أوباما الذي يجلس في ظل المشهد السياسي والعسكري العالمي يراقب اللكمات الروسية يذكرنا بهزالة موقفه عندما وضعته الأزمة في أوكرانيا في الزاوية الضيقة، وبدا كما لو كان رجلا لاحول له ولا قوة، مكتفيا بالقول أن «روسيا ستدرك في النهاية أنها لن تحقق أهدافها بالقوة الغاشمة» مهددا بأن روسيا «ستدفع الثمن»، وهو كلام يشبه في صياغته ما يقوله حسن نصرالله في خطاباته اتجاه «إسرائيل». يقف الآن جراء ضعفه وعجزه السياسي وسط أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة كما أن الحرب في سورية تنزلق بالمنطقة نحو الفوضى الشاملة ليطال شرارها دول الجوار، فيما تبدو إيران كدولة تفكر وتتصرف وفقا لحسابات دقيقة، وعلى مرمى حجر لا يبدو ثمة أمل بتسوية سياسية قادمة للملف الفلسطيني، فيما يتجه العراق نحو حرب طائفية داخلية كبيرة أشعلت وقودها إيران. وأمام جميع هذه الملفات يقف أوباما كقشة في مهب الريح فلم تعد قدراته الخطابية واستعاراته الكلامية تفيد كثيرا في الحفاظ على شعبيته داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية فلجأ إلى محاباة اليهود وفي خطاب له أمام منظمة «أيباك» المؤيدة لـ «إسرائيل» صرح أن «القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة». سياسته الخارجية الهشة بدأت تثير مخاوف حلفائه في العالم العربي وفي العالم، وتبدو الدبلوماسية الأمريكية في مهمة مستحيلة لتثبيت صورة أمريكا المهتزة في عيون حلفائها.