«السلاح رمز الرجولة» هكذا يوجه مشرفو الميليشيات الحوثية في مدارس العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة الأطفال في طابور الصباح كل يوم ليتحول إلى حصة دراسية ضمن مقررات الفصل الدراسي سواء للأطفال أو للشباب في الجامعات.
الطفل اليمني الذي كان يعرف السلاح في الأعراس والمناسبات الخاصة زينة يفتخر به أمام قرنائه في أرياف المدن النائية تحول اليوم إلى رمز وضرورة يحملها بدلا عن القلم والمحبرة في وسط مدارس العاصمة صنعاء.
عمدت الميليشيات الانقلابية إلى مخالفات المعاهدات الدولية بتجنيب الأطفال الصراعات الدموية وذهبت لتجنيد مئات اللآلاف من الأطفال في صفوفها سواء عبر التعبئة الفكرية التي تمسها بالتوعية لطلاب المدارس أو تحت التهديد بالقوة.
وتشير الإحصاءات غير الرسمية إلى أن أكثر من 65 %، من مسلحي الميليشيات الانقلابية أطفال لا يتجاوزون الـ15عاما وبعضهم فرض عليهم حمل السلاح بالقوة.
وكانت وثائق أصدرها مسؤولو الحوثي بمجلس الوزراء لوزارة التربية والتعليم باعتماد معدلات بما نسبته 80 %، في الشهادة الأساسية (ثالث متوسط) وعددهم 5 آلاف مقاتل نظرا لعدم قدرتهم على حضور الاختبارات.
وألقت المقاومة الشعبية القبض على أكثر 300 طفل في محافظة عدن ولحج وأبين خلال عملية التحرير العام الماضي وتم تسليمهم لأمهاتهم فيما ألقي القبض بمحافظة مأرب على مجموعة مماثلة لتلك الحصيلة وأيضا في تعز.
وأفادت تقارير إعلامية حصلت عليها «عكاظ» من محافظة ذمار أن 135طفلا جميعهم اختطفوا من مدارس تقع في أرياف المحافظة دون علم آبائهم أعادوهم وتسلمتهم أسرهم الأسبوع الماضي جثثا هامدة بعد مقتلهم في جبهتي مأرب وتعز.
وأشار المصدر إلى أن آباء هؤلاء الأطفال لايزال بعضهم في السجون على خلفية رفضهم لممارسات الميليشيات بإجبار أبنائهم على طبيعة التجنيد الإجباري لأطفال لايبلغون السن القانونية ولا يعون طبيعة المهمة التي تسند إليهم.
وأشارت المصادر إلى أن الأطفال هؤلاء لايمثلون إلا شيء قليل من الأعداد المأهولة التي غرر بهم في المعارك من محافظة ذمار وحدها.
ولفت المصدر إلى أن مسؤول الحوثيين بمكتب وزارة التعليم بالمحافظة ذمار ومعه المسؤول عن المديريات عبد الكريم الحسني يقومان بنفسيهما بالنزول الميداني للمدارس في المديريات وبعملية التجنيد الإجباري وسجن وتعذيب الآباء الذين يعارضونهما حيث تبدأ عملية التجنيد بإلقاء خطب تحريضية على القتال والانضمام لصفوف الحوثي والمخلوع.
وتقوم الميليشيات الانقلابية بتجميع الأطفال من محافظات ذمار، وصنعاء، عمران، حجة وصعدة إلى معسكر الفرقة أولى مدرع، ومعسكر سري في منطقة بيت بوس حيث يخضعون لعمليات تدريب على استخدام السلاح لمدة أسبوع وبعدها يتم نقلهم إلى إب وصعدة لتسليحهم ومنها إلى الجبهات فورا يعودون معظمهم جثثا هامدة.
القتال واجب ديني
وتعتمد الميليشيات الحوثية منذ نشأتها كتنظيم إرهابي منذ ثمانينات القرن الماضي على تجنيد الأطفال وإجبار المدرسين على منحهم شهادات دون الحضور للمدرسة واصفين التعليم النظامي بأنه تعليم اليهود والتعليم على حمل السلاح والقتال هو واجب ديني.
ويقول «محمد المراني» الشبل القادم من صعدة وهو يردد صرخة الموت الحوثية التي يصفها معارضو الفكر الحوثي بأنها شعار حق يراد بها باطل والذي لم يتجاوز عمرها الـ15عاما لأحد الإعلاميين وسط العاصمة صنعاء خرجنا لقتال الدواعش واليهود في صنعاء وهذا جهاد أوصاني به سيدي عبد الملك الحوثي في الشريط الذي سمعته في المدرسة.
ووصف رئيس أحد المراكز المسؤولة عن الأطفال في صنعاء «نحتفظ باسمه حتى لا يتعرض للاختطاف» إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، يعدّان مشكلة كبيرة في اليمن وخاصة بعد قيام الحوثيين بعمليات وصفوها بالتوعية وهي تحريض للأطفال على القتال بل وفي المناطق الريفية والنائية لدينا مئات البلاغات من آباء بتجنيد أطفالهم في الصراع.
وأشار إلى أن في الأيام الأولى لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء كان نسبة مشاركة الأطفال في الصراع المسلح مع الحوثيين يقدر بـ 50 %، وجميعهم دون سن الثامنة عشرة، أما الآن فالنسبة تضاعفت خمسة أضعاف.
وتشير الإحصاءات إلى أن هناك قرابة نصف مليون طفل تم تجنيدهم خلال العام الماضي في صفوف الميليشيات الانقلابية.