-A +A
نايف النويصر
عندما تريد أن تصل سريعا فاذهب وحدك
وعندما تريد أن تصل بعيدا فاذهب مع فريق.

في بداية التسعينات الميلادية كان كل ما على المشجع الشبابي هو تجهيز قهوة ساخنة والاستمتاع بمشاهدة نجوم الليث، حيث ظهر الشباب كلاعب جديد في كرة القدم السعودية وكسر احتكار البطولات بين ثنائيي العاصمة والغربية.
جيل ذهبي حقيقي بقيادة أسماء لم تتكرر مثل فؤاد أنور وفهد المهلل وسعيد العويران وبقية النجوم، فحضرت ثلاثية الدوري ورباعية الموسم واكتظ المنتخب الوطني بلاعبيه ولم يخيبوا الظن.
واستمر الفريق في المنصات يغيب ويطل حتى قبل موسمين.
حينها تغير المشهد فلم يعد هنالك خطة عمل إستراتيجية، فلا استقطاب للاعبين مميزين ولا يوجد قاعدة شبان يعول عليها.
في الموسم الماضي حين استلم الأمير خالد بن سعد المهمة من جديد حقق لقبي السوبر وكأس الأمير فيصل بن فهد، ورغم ذلك لم يكن الشباب جيدا، والسبب في ذلك غياب الدعم المالي وشح المداخيل.
نعم بعد موسم لقب دوري زين للمحترفين 2011 تلقى الليث ضربات قاسية من فرق متوسطة مثل النهضة والخليج ونجران، لكن ما يحدث اليوم هو انهيار بسبب تراكمية عمل سلبي، وبالتالي ظهر بهذا التواضع وقلة الحيلة.
فشاهدنا خسارة رباعية مذلة من التعاون في الدوري، والهلال في كأس ولي العهد، وخروج أخير مرير من كأس خادم الحرمين الشريفين بثلاثية الرائد.
وسنستعرض معا بعض المشاهد التي تحدث داخل أسوار النادي ولن أتحدث عن اختيارات المدربين واللاعبين الأجانب فهي ظاهرة وجلية:
القائد أحمد عطيف يواجه تجاهلا من الإدارة في علاج إصابته في ألمانيا، ثم الشاب الواعد عبدالرحمن خيرالله يتأخر في إجراء عملية عاجلة لأسباب مالية، أيضا متأخرات رواتب اللاعبين وأيضا العاملين التي وصلت لما يزيد على الأربعة عشر شهرا.
والأدهى والأمر أن الإداريين في الفئات السنية والألعاب المختلفة والذين لديهم رواتب متأخرة هم من يدفعون من حر مالهم لتغطية العجز المالي.
وبعد أن صرفت إدارة النادي إجازة مبكرة للجمهور بالخروج من جميع المسابقات وخسارة شبه أكيدة للمقعد ا?سيوي ماذا بقي؟
حسنا وقد عرفنا العمل المتواضع داخل النادي.. فما هو الحل ؟
ربما يكون رحيل الإدارة حلا، ولكن قد يقال لن يتغير شيء مع تغير الأسماء متى ما استمرت الأزمة المالية، وربما يكون ذلك صحيحا ولكن معها غاب المال وزادت المعضلة بسوء إدارة العمل، فالمال وحسن العمل يصنعان النجاح.
والمشجع البسيط يعلم أن هنالك إدارة ظل داخل الإدارة الرسمية.
وعندما ننتقد فإننا ننتقد عملا وليس أشخاصا.
والحل ليس سهلا، ولكن يبدأ من حضور الرؤية للسنوات القادمة وخلق إستراتيجية للنادي وإدارة مستقلة وقوية ومضاعفة الجهود في ملف الاستثمار.
كتب لليث أن يكون (ماركة مسجلة) للمتعة والإبهار ومع الجدية والتكاتف والعمل الممنهج سيعود حاملا معه رسالة جمهور الليث إلى منصات الذهب:
«عبثا تحاول لا فناء لثائر .. أنا كالقيامة ذات يوم آت».