أعلنت السعودية أمس (الجمعة) تبرعها بمبلغ عشرة ملايين دولار لإنشاء مركز متخصص لمكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، ومبلغ 500 ألف يورو لمشروع تحديث معامل الوكالة في سايبرزدورف. وقال رئيس وفد المملكة لقمة الأمن النووي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني إن المملكة كانت من أوائل الدول التي دعمت القرارات الدولية ذات الصلة بالأمن النووي، وأولت اهتماما خاصا بتطوير البنية التحتية للأمن النووي. وأضاف أن المملكة مستمرة في تفعيل اتفاق الشراكة الإستراتيجية مع هيئة السلامة النووية والإشعاعية في فنلندا، كشريك إستراتيجي لتقديم الدعم التقني والمعرفة والخبرة الضرورية لتنظيم قطاع الطاقة الذرية في المملكة، ولتنمية الموارد البشرية اللازمة لإنشاء هيئة وطنية مستقلة للرقابة النووية. ودعا يماني الجميع إلى دعم وتعزيز الإمكانات الفنية والبشرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال إنشاء مركز متخصص لمكافحة الإرهاب النووي في فيينا، بمساهمة ودعم من كل الدول. وأوضح أن المملكة أعلنت عزمها تطوير برنامج طموح لاستغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي بصدد تخطيط برنامجها النووي السلمي بشكل يتوافق كليا مع متطلبات الأمن النووي، مؤكدا التزامها بتأسيس نظام وطني محاسبي للرقابة والتحكم في المواد النووية والإشعاعية.
ولفت يماني إلى أن رؤية المملكة الإستراتيجية تتبنى مبدأ المحافظة على التوازن بين التزامات الدول تجاه قضايا الأمن النووي، وحق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وقال إن المملكة تلفت النظر إلى القيود المبالغ فيها وغير المبررة على الحقوق الأصيلة في التقنية النووية السلمية، بما قد يؤدي إلى أثر سلبي على برامج التعاون المشترك في الأمن النووي. وعبرت المملكة عن قلقها حيال تباطؤ تحقيق الهدف الأسمى بالنزع الكامل للأسلحة النووية على المستوى الدولي عامة، وعلى مستوى الشرق الأوسط بصفة خاصة.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس (الجمعة) إن العالم أحرز تقدما في منع تنظيمات مثل القاعدة وداعش من امتلاك أسلحة نووية، إلا أنه يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لمنع «المجانين» في إشارة إلى التنظيمات الإرهابية من امتلاك أسلحة نووية أو «قنابل قذرة». وأضاف «لا شك في أنه إذا تمكن هؤلاء المجانين من امتلاك قنبلة نووية أو مواد نووية فإنهم وبشكل شبه مؤكد سيستخدمونها لقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء».
وأكد أمام قمة عالمية للأمن النووي في واشنطن أنه من خلال العمل معا، فإن دولنا جعلت من الأصعب على الإرهابيين الحصول على مواد نووية، وقد خفضنا هذا الخطر بشكل كبير. وحذر أوباما من أن آلاف الأطنان من المواد الانشطارية موجودة في مخزونات تحت إجراءات أمنية غير مشددة أحيانا، وأن مادة بحجم التفاحة يمكن أن تتسبب بدمار قد يغير شكل العالم.