دون الدخول في تعقيدات أكاديمية، نقول إننا نعنى بـ«أمريكا» الحكومة الأمريكية الرسمية، دون بقية مكونات الدولة الأمريكية، من شعب وحضارة وإقليم وغيره. أما «العرب» فتصور وافتراض (مجازي) بأننا هنا نتحدث على لسان غالبية الشعوب العربية والإسلامية. وفي البدء، لابد من التأكيد بأن الشعب الأمريكي هو من أرقى الشعوب وأفضلها. وغالبية العالم تقدر هذا الشعب، وتثمن إنجازاته، وحضارته. ومعظم الشعوب العربية تكن احتراما كبيرا للشعب الأمريكي، وإعجابا بتفوقه ومنجزاته الحضارية الرائعة.
نقصد بـ«أمريكا» هنا السياسة الخارجية الأمريكية.... وتحديدا سياسة أمريكا تجاه العالم العربي، بصفة عامة. وهذا -كما نعرف- موضوع طويل، قد يحتاج لكتب، بل ولمجلدات، لشرحه، وتفصيله. لذلك، نبادر بالقول إن ما سنورده هنا، في مقال بأسطر قليلة، ما هو إلا ملخص لأهم ملامح السياسة الأمريكية نحو المنطقة العربية، كما تراها أغلب الأعين المنصفة وغير المنحازة. ونسلم بأن التطرق المنطقي لهذا الموضوع يجب أن يشمل أيضا فعل ورد فعل العرب على هذه السياسة الأمريكية... أو، بمعنى آخر، السياسة العربية تجاه أمريكا، بصفة جد عامة. علما بأن معظم هذه السياسات العربية لم تكن سوى ردود فعل مضطربة.
****
كل المراقبين الموضوعيين، عربا أو عجما، بمن فيهم أصدقاء أمريكا، الذين يتابعون السياسة الأمريكية نحو المنطقة العربية، يرون أن هذه السياسة قاصرة وتحتاج إلى إعادة نظر، وتعديل جذري... لأنها تتسم بسلبيات بالغة الخطورة والضرر، وبالنسبة لكل أطرافها، بما في ذلك أمريكا نفسها. ولعل أهم ما يلاحظ على هذه السياسة من إشكاليات وسلبيات يمكن تلخيصه في ما يلي:
1 - تعكس هذه السياسات تطلعات ومصالح فئات قليلة من أبناء الشعب الأمريكي، ولا تعكس مصالح ومطالب غالبية الشعب الأمريكي – كما يجب، في بلد يدعى أنه أكبر قلاع الديموقراطية: فأغلب هذه السياسات تعكس مصالح (ضيقة) لجماعات ضغط أمريكية محدودة، مثل: الائتلاف الصناعي – العسكري، جماعة الضغط الصهيونية، بعض شركات النفط، بعض شركات المقاولات... إلخ. ورغم ذلك، تحسب هذه السياسات على الشعب الأمريكي . وهذا ما يجعل هذه السياسات ذات أهداف غالبا لا تخدم مصالح شعوب الطرفين.
2 - تقوم أغلب هذه السياسات على مبدأ «المعايير المزدوجة» سيئ الذكر: إذ يلاحظ أن أهداف السياسة الأمريكية نحو المنطقة تلبس لكل حالة لبوسا خاص بها (تبعا لمقتضى المصالح الضيقة). فما هو حق اليوم يصبح باطلا غدا، والصحيح يمسي خطأ، والخطأ، في حالات معينة، يضحي صوابا...؟!
3 - التأييد الأعمى للكيان الصهيوني العدواني: فإسرائيل دائما على حق... رغم كل ما ترتكبه من جرائم بشعة، يندى لها جبين الإنسانية، بحق الفلسطينيين وغيرهم.
4 - اتخاذ سياسات منافية لحقوق الإنسان والعدالة، مع الادعاء بأن أمريكا تتبنى سياسات تتماشى والمبادئ المبجلة إنسانيا وعالميا.... وخاصة مبدأي الحرية والعدالة.
وغير ذلك من المآخذ التي لا تخفى على مراقبي هذه السياسة. والأمثلة على هذه السياسات السيئة ما رأيناه من سياسات أمريكية في فلسطين والعراق، وغيرهما. وكذلك الأمر نحو قضايا ساخنة بالمنطقة، كالإرهاب، حظر التسلح النووي، حقوق الإنسان.... إلخ.
****
إن كانت أمريكا تريد صداقة الدول والشعوب العربية الحقيقية، فإن عليها أن تسارع في تغيير هذه السياسات، ونزع هذا العداء المبطن منها... باتخاذ سياسات ربح / ربح (win – win) تقوم على الاحترام المتبادل، وخدمة المصالح المشتركة للطرفين معا. إن هذه الصداقة ستفيد الجانبين، وتفيد أمريكا بقدر أكبر. لأنها لن تكلف أمريكا سوى اتخاذ سياسات ومواقف تتماشى والحق، والمنطق الإنساني والسياسي السليم. ولعل أهم متطلبات هذه الصداقة التالي:
1 - المساهمة في الحفاظ على وحدة وسلامة البلاد العربية، وحمايتها من التقسيم والتجزئة.
2 - العمل بجد على استتباب الأمن والسلام والاستقرار الحقيقي بالمنطقة.
3 - حل الصراع العربي الصهيوني حلا عادلا، يضمن تحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم.
4 - المساعدة في إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، ونزع هذا السلاح من كل دول المنطقة.
ومقابل ذلك، أجزم أن غالبية العرب ستقدم لأمريكا -وبطيب خاطر- كل ما يمكنها تقديمه، كي تظل هذه الولايات المتحدة دولة عظمى محترمة ومقدرة.... تعمل (كما ينص دستورها) على إحقاق الحق، وإعلاء كرامة الإنسان، في كل مكان.
نقصد بـ«أمريكا» هنا السياسة الخارجية الأمريكية.... وتحديدا سياسة أمريكا تجاه العالم العربي، بصفة عامة. وهذا -كما نعرف- موضوع طويل، قد يحتاج لكتب، بل ولمجلدات، لشرحه، وتفصيله. لذلك، نبادر بالقول إن ما سنورده هنا، في مقال بأسطر قليلة، ما هو إلا ملخص لأهم ملامح السياسة الأمريكية نحو المنطقة العربية، كما تراها أغلب الأعين المنصفة وغير المنحازة. ونسلم بأن التطرق المنطقي لهذا الموضوع يجب أن يشمل أيضا فعل ورد فعل العرب على هذه السياسة الأمريكية... أو، بمعنى آخر، السياسة العربية تجاه أمريكا، بصفة جد عامة. علما بأن معظم هذه السياسات العربية لم تكن سوى ردود فعل مضطربة.
****
كل المراقبين الموضوعيين، عربا أو عجما، بمن فيهم أصدقاء أمريكا، الذين يتابعون السياسة الأمريكية نحو المنطقة العربية، يرون أن هذه السياسة قاصرة وتحتاج إلى إعادة نظر، وتعديل جذري... لأنها تتسم بسلبيات بالغة الخطورة والضرر، وبالنسبة لكل أطرافها، بما في ذلك أمريكا نفسها. ولعل أهم ما يلاحظ على هذه السياسة من إشكاليات وسلبيات يمكن تلخيصه في ما يلي:
1 - تعكس هذه السياسات تطلعات ومصالح فئات قليلة من أبناء الشعب الأمريكي، ولا تعكس مصالح ومطالب غالبية الشعب الأمريكي – كما يجب، في بلد يدعى أنه أكبر قلاع الديموقراطية: فأغلب هذه السياسات تعكس مصالح (ضيقة) لجماعات ضغط أمريكية محدودة، مثل: الائتلاف الصناعي – العسكري، جماعة الضغط الصهيونية، بعض شركات النفط، بعض شركات المقاولات... إلخ. ورغم ذلك، تحسب هذه السياسات على الشعب الأمريكي . وهذا ما يجعل هذه السياسات ذات أهداف غالبا لا تخدم مصالح شعوب الطرفين.
2 - تقوم أغلب هذه السياسات على مبدأ «المعايير المزدوجة» سيئ الذكر: إذ يلاحظ أن أهداف السياسة الأمريكية نحو المنطقة تلبس لكل حالة لبوسا خاص بها (تبعا لمقتضى المصالح الضيقة). فما هو حق اليوم يصبح باطلا غدا، والصحيح يمسي خطأ، والخطأ، في حالات معينة، يضحي صوابا...؟!
3 - التأييد الأعمى للكيان الصهيوني العدواني: فإسرائيل دائما على حق... رغم كل ما ترتكبه من جرائم بشعة، يندى لها جبين الإنسانية، بحق الفلسطينيين وغيرهم.
4 - اتخاذ سياسات منافية لحقوق الإنسان والعدالة، مع الادعاء بأن أمريكا تتبنى سياسات تتماشى والمبادئ المبجلة إنسانيا وعالميا.... وخاصة مبدأي الحرية والعدالة.
وغير ذلك من المآخذ التي لا تخفى على مراقبي هذه السياسة. والأمثلة على هذه السياسات السيئة ما رأيناه من سياسات أمريكية في فلسطين والعراق، وغيرهما. وكذلك الأمر نحو قضايا ساخنة بالمنطقة، كالإرهاب، حظر التسلح النووي، حقوق الإنسان.... إلخ.
****
إن كانت أمريكا تريد صداقة الدول والشعوب العربية الحقيقية، فإن عليها أن تسارع في تغيير هذه السياسات، ونزع هذا العداء المبطن منها... باتخاذ سياسات ربح / ربح (win – win) تقوم على الاحترام المتبادل، وخدمة المصالح المشتركة للطرفين معا. إن هذه الصداقة ستفيد الجانبين، وتفيد أمريكا بقدر أكبر. لأنها لن تكلف أمريكا سوى اتخاذ سياسات ومواقف تتماشى والحق، والمنطق الإنساني والسياسي السليم. ولعل أهم متطلبات هذه الصداقة التالي:
1 - المساهمة في الحفاظ على وحدة وسلامة البلاد العربية، وحمايتها من التقسيم والتجزئة.
2 - العمل بجد على استتباب الأمن والسلام والاستقرار الحقيقي بالمنطقة.
3 - حل الصراع العربي الصهيوني حلا عادلا، يضمن تحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم.
4 - المساعدة في إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، ونزع هذا السلاح من كل دول المنطقة.
ومقابل ذلك، أجزم أن غالبية العرب ستقدم لأمريكا -وبطيب خاطر- كل ما يمكنها تقديمه، كي تظل هذه الولايات المتحدة دولة عظمى محترمة ومقدرة.... تعمل (كما ينص دستورها) على إحقاق الحق، وإعلاء كرامة الإنسان، في كل مكان.