-A +A
محمد بن مانع (أبها)
لا شك أن الأدب شكل من أشكال الأسلحة التي يدافع بها الأديب عن قضايا مجتمعه، ولكن أن يقوم الأديب بحمل سلاح مادي، ويخوض بنفسه الحروب فهذا أمر قد لا يوائم الإحساس المرهف لدى المبدع، ولذلك كان هنالك أدباء كثر حرضوا على عدم العنف، وقاوموا حملة السلاح بكل طريقة ممكنة.
الشاعر الراحل لي جبريل همت الذي كان من أبرز الشعراء الموريتانيين الناطقين بـ«البولارية» أسس حزب (أفلام) القومي الزنجي وكان أول رئيس للحزب، لكنه انسحب منه عندما نادى أفراد من عناصر الحزب بالعنف وحمل السلاح لمواجهة السلطة. وإذا ما تذكرنا شاعرا عربيا حمل السلاح فلابد أن يأتي المتنبي في أول القائمة، حيث قتل في مواجهة مع فاتك بن أبي جهل الأسدي وهو خال ضبة التي هجاها المتنبي بعد أن تردد في المواجهة وحمله ابنه على حمل السلاح والتقدم. ومن أمريكا يأتي اسم ارنست همينغواي على رأس القائمة حيث شارك في الحربين العالميتين وكذلك في الحرب الأهلية الإسبانية وتعتبر رائعته وداعا للسلاح من أروع ما سطر في الأدب العالمي. ويأتي الأديب الثائر غسان كنفاني وبحسب شهادة الأديبة غادة السمان في كتابها محاكمة حب أن كنفاني رفض أن يحمل سلاحا في آخر حياته وخصوصا قبيل استشهاده ليدافع به عن نفسه.

والروائي والكاتب المسرحي ويليام سارويان من الكتاب الذين التحقوا بالجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية، ورغم أنه حمل السلاح إلا أنه كاد أن يحاكم محاكمة عسكرية بسبب روايته «مغامرات ويسلي جاكسون» التي دعا فيها إلى عدم حمل السلاح.