منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية إلى مصر، وتحديدا في شهر أبريل الذي حمل ملامح الرياض منذ انقضاء يومه السابع، كان مليئا بالتحركات النشطة في دول المنطقة، حتى أن ولي ولي العهد انطلق من مصر إلى الأردن لإجراء محادثات، وما إن انتهت تلك الزيارة حتى توجه في ذات اليوم إلى الإمارات، في الوقت الذي وصل فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى العاصمة التركية أنقرة.
ويبدو أن العصر بات سعوديا، إذ تقود المملكة جهودا مضنية تسابق الزمن لرأب الصدع في بعض القضايا التي تشهدها المنطقة، كما تشير تلك الزيارات بحسب مراقبين إلى أن الرياض تسعى لحل الصراعات في المنطقة وخلق مناخات إيجابية للحوار.
الرحلات المكوكية للرجل الثالث في البلاد وحامل الملفين الدفاعي والاقتصادي للمملكة تشي بسلسلة من الإجراءات والمفاهمات الرامية لحل كثير من المشكلات الشائكة في المنطقة، فالسعوديون يسعون لشرق أوسط مستقر، خال من الصراعات، لأن قياداتهم المتعاقبة يرون في الاستقرار قوة تقود إلى التنمية والرخاء.
تحركات ولي ولي العهد السعودي تنبئ بنشاط سياسي لبلاده، حتى أن العاصمة الرياض باتت قبلة للساسة وصناع القرار في العالم، إذ استقبل الأمير محمد بن سلمان في الـ4 من أبريل وفدا من حزب المحافظين (أحد قطبي المناخ السياسي في بريطانيا) برئاسة ألن دانكن، ليستقبل بعدها بيومين، رئيس مجلس النواب الأمريكي بولن راين برفقة بعض أعضاء المجلس.
ثلاثة أيام فصلت بين استقبال الأمير محمد للوفود البرلمانية والتشريعية في واشنطن ولندن، لينطلق إلى الأردن بزيارة سريعة، خرجت بنتائج إيجابية تطرق لها بيان مشترك بين البلدين، بعدما حضر مع الملك سلمان في زيارته التاريخية إلى مصر ووقع عددا من الاتفاقات المهمة بين البلدين.
أمس الأول حطت طائرة الرجل الكبير في مطار أبوظبي، ليبحث مع قادة الإمارات العربية المتحدة الشؤون المشتركة، ويبدو أن الزيارات المكوكية للأمير محمد بن سلمان تسير لحل بعض الخلافات العالقة بين دول المنطقة.
وحتى هذه اللحظة، لم تهدأ الأوساط الاقتصادية في العالم بعد مقابلة الأمير محمد بن سلمان مع وكالة بلومبرغ العالمية، التي تحدث فيها عن مخططات السعودية الاقتصادية لعصر ما بعد النفط.