رسائل عديدة استبطنتها الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان إلى مصر الشقيقة؛ رسائل لها أبعاد سياسية واقتصادية مهمة ظاهرة ومبطنة، تتجاوز في مداها الحدود المحلية والعربية والإقليمية إلى العالمية بشكل واضح وجلي.
فعلى المستوى السياسي، اكتسبت الزيارة أهميتها كونها الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك سلمان إلى أرض الكنانة، في توقيت أقل ما يوصف به إنه من الأهمية بمكان، مستصحبين في تحديد ذلك تنامي بؤر الاستهداف الدولي للأمة العربية والإسلامية، واستغلال الجماعات الإرهابية لنسف استقرار المنطقة بأسرها، وتجيير ما عرف بـ«الربيع العربي» لصالح فكرة «الفوضى الخلاقة» لإشاعة عدم الاستقرار، وشغل الدول بمشكلاتها الداخلية، وضياع أحلامنا العربية، لتكون هذه الزيارة كرد بليغ للحالمين بضرب استقرار وسلام المنطقة العربية، وبخاصة السعودية ومصر، قياسا على الثقل السياسي والبعد الاقتصادي الذي تتمتعان به، مسنودتين بتاريخ حافل من الإنجازات منذ مؤسس هذا الكيان وحتى اللحظة، ومزدان بالمواقف المتضامنة مع قضايا الأمة الإسلامية. إن التقارب السعودي المصري، بهذا المستوى العالي من تبادل الزيارات وتنسيق المواقف والحب المتدفق والاستقبال الحافل، والمتضمن في جوهره صورة من صور التحالف والتوافق بين رؤى القيادتين يشكل بالضرورة النموذج والبذرة الأساسية لنمو حلم التحالف الإسلامي الكبير في مكافحة الإرهاب، أكان على شكل عصابات، أو من دول ما فتئت تصدر نواتج شرها على الآمنين بشكل مستفز يستوجب وقفة صلبة، واتحادا صامدا، وردا حاسما، وردعا يبين لكل متطاول حجمه وموقعه على خريطة العالم.
كذلك ينظر إلى هذه الزيارة على متكأ تنامي التقارب العربي في الفترة الأخيرة، منذ مبادرة المملكة بتأسيس التحالف العربي لوقف المد الصفوي في اليمن، ويحجم من أطماع نظام الملالي ومن شايعهم، ومناورات «رعد الشمال» كرسالة تستبطن إنذارا لمن يحركون الأحداث في سوريا الجريحة، ويتخذونها منطلقا لتنفيذ أجنداتهم المستهدفة أمن وسلامة المنطقة العربية، فكانت المشاركة المصرية في هذه المناورات وفي التحالف العربي عاكسة لمتانة العلاقة بين المملكة ومصر، لتأتي هذه الزيارة تأكيدا لهذه العلاقة، ودعما لمصر في حربها المباركة ضد الجماعات الإرهابية التي ترتكب الجرائم وتستهدف الأمن بتفجيرات آثمة، واغتيالات للأبرياء.
وعلى المستوى الاقتصادي حملت الزيارة مكاسب عديدة للبلدين، لا يمكن إسقاطها في قراءة الدلالات والمعاني؛ فقد تم التوقيع على ما يقارب من (17) اتفاقية اقتصادية، من أبرزها اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي والتي سيكون لها مردودها الإيجابي المهم بالنسبة لرجال الأعمال في البلدين، وستفتح آفاق الاستثمار بشكل أكبر وأوسع نطاقا تحت مظلة ضمانات ضريبية غير خاضعة لأي تحولات أو تبدلات، بما يعني حالة من الاستقرار والاستثمار الآمن المسيج في إطار القانون الموحد. فضلا عن باقي الاتفاقات، كالتعليم والثقافة والإسكان والزراعة، إضافة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، كان التركيز واضحا على منطقة سيناء التي حظيت بنصيب من هذه الاتفاقيات فكان مشروع جامعة الملك سلمان، وجسره المبارك الذي يحمل الخير لتنمية منطقة سيناء والتي كانت ستضيع بين طموح إسرائيل وخيانة الإخوان، ومشروع التجمعات السكنية وغيرها، كلها أتت ضمن منظومة الاستفادة المشتركة، وإنعاش حركة الاستثمار بين البلدين وفق المصلحة المشتركة، بما يتيح تقديم نموذج عملي متى ما تم التطبيق على نحو مثالي ومنضبط، مما يمثل النواة الأساسية لتمتين العلائق الاقتصادية بين الدول العربية لاحقا، وصولا إلى وحدة عربية متأسسة على قواعد متينة، ومنافع مشتركة، وأهداف استراتيجية متفق عليها، بعيدا عن نوازع الأمنيات والأشواق التي لا تسندها المعطيات الواقعية، فهذه الزيارة خطوة عملية تتجاوز الأمنيات إلى الفعل الإيجابي المؤسس، والقائم على قواعد الواقع، والمدرك لحجم المتغيرات الكبيرة التي ألمت بالمنطقة العربية خصوصا، والعالم عموما.
ثمة بعد آخر، يتجلى في تعميق الروابط الثقافية بتنشيط المبادرات الثقافية الشبابية، ووضع البرامج المشتركة التي سيتولاها قطاع الشباب في البلدين، بما يمثل أحد المؤشرات المهمة في صيغة المثال لحلم الوحدة العربية من نافذته الثقافية، بوصفها من أهم النوافذ، قياسا على مشترك اللغة والدين. ويتبع ذلك أيضا المستوى العقدي والديني؛ حيث إن من ثمار هذه الزيارة، الاستباق بتوقيع اتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السعودية لإنتاج خطاب إفتائي رصين يحمي شباب الأمة من تدليس الغوغائيين.
مؤشرات تخرس ألسنة المزايدين على التاريخ الطويل والعميق الذي يصونه الحب والمصالح المشتركة والترابط الإنساني بكل أشكاله. وتفهم ضمنا في سياق المقايسة والنموذج، لتؤكد أن هذه الزيارة التاريخية بمعنى الكلمة ودلالتها، لها ما قبلها، ولها حاضرها، ولها ما بعدها، وهي بهذه الأبعاد الزمانية الثلاث، تحتشد بثمار يانعات، ورسائل واضحات، وقراءات متعددة، ترسخ قيما يجب أن تظل حاضرة على مدى التاريخ، وتكشف لأعداء السلام والأمن والاستقرار مقدار القوة التي تتمتع بها أمتنا العربية بالنظر إلى ثقل المملكة ومكانة مصر على الخارطة العربية والإسلامية والعالمية، فلتكن الزيارة نموذجا حاضرا يوشج العلاقة بين منظومة الدول العربية قاطبة، بتحقيق حلم الوحدة العربية على إيقاع واقعي، ومقومات موضوعية قطباها مصر والسعودية.
فعلى المستوى السياسي، اكتسبت الزيارة أهميتها كونها الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك سلمان إلى أرض الكنانة، في توقيت أقل ما يوصف به إنه من الأهمية بمكان، مستصحبين في تحديد ذلك تنامي بؤر الاستهداف الدولي للأمة العربية والإسلامية، واستغلال الجماعات الإرهابية لنسف استقرار المنطقة بأسرها، وتجيير ما عرف بـ«الربيع العربي» لصالح فكرة «الفوضى الخلاقة» لإشاعة عدم الاستقرار، وشغل الدول بمشكلاتها الداخلية، وضياع أحلامنا العربية، لتكون هذه الزيارة كرد بليغ للحالمين بضرب استقرار وسلام المنطقة العربية، وبخاصة السعودية ومصر، قياسا على الثقل السياسي والبعد الاقتصادي الذي تتمتعان به، مسنودتين بتاريخ حافل من الإنجازات منذ مؤسس هذا الكيان وحتى اللحظة، ومزدان بالمواقف المتضامنة مع قضايا الأمة الإسلامية. إن التقارب السعودي المصري، بهذا المستوى العالي من تبادل الزيارات وتنسيق المواقف والحب المتدفق والاستقبال الحافل، والمتضمن في جوهره صورة من صور التحالف والتوافق بين رؤى القيادتين يشكل بالضرورة النموذج والبذرة الأساسية لنمو حلم التحالف الإسلامي الكبير في مكافحة الإرهاب، أكان على شكل عصابات، أو من دول ما فتئت تصدر نواتج شرها على الآمنين بشكل مستفز يستوجب وقفة صلبة، واتحادا صامدا، وردا حاسما، وردعا يبين لكل متطاول حجمه وموقعه على خريطة العالم.
كذلك ينظر إلى هذه الزيارة على متكأ تنامي التقارب العربي في الفترة الأخيرة، منذ مبادرة المملكة بتأسيس التحالف العربي لوقف المد الصفوي في اليمن، ويحجم من أطماع نظام الملالي ومن شايعهم، ومناورات «رعد الشمال» كرسالة تستبطن إنذارا لمن يحركون الأحداث في سوريا الجريحة، ويتخذونها منطلقا لتنفيذ أجنداتهم المستهدفة أمن وسلامة المنطقة العربية، فكانت المشاركة المصرية في هذه المناورات وفي التحالف العربي عاكسة لمتانة العلاقة بين المملكة ومصر، لتأتي هذه الزيارة تأكيدا لهذه العلاقة، ودعما لمصر في حربها المباركة ضد الجماعات الإرهابية التي ترتكب الجرائم وتستهدف الأمن بتفجيرات آثمة، واغتيالات للأبرياء.
وعلى المستوى الاقتصادي حملت الزيارة مكاسب عديدة للبلدين، لا يمكن إسقاطها في قراءة الدلالات والمعاني؛ فقد تم التوقيع على ما يقارب من (17) اتفاقية اقتصادية، من أبرزها اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي والتي سيكون لها مردودها الإيجابي المهم بالنسبة لرجال الأعمال في البلدين، وستفتح آفاق الاستثمار بشكل أكبر وأوسع نطاقا تحت مظلة ضمانات ضريبية غير خاضعة لأي تحولات أو تبدلات، بما يعني حالة من الاستقرار والاستثمار الآمن المسيج في إطار القانون الموحد. فضلا عن باقي الاتفاقات، كالتعليم والثقافة والإسكان والزراعة، إضافة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، كان التركيز واضحا على منطقة سيناء التي حظيت بنصيب من هذه الاتفاقيات فكان مشروع جامعة الملك سلمان، وجسره المبارك الذي يحمل الخير لتنمية منطقة سيناء والتي كانت ستضيع بين طموح إسرائيل وخيانة الإخوان، ومشروع التجمعات السكنية وغيرها، كلها أتت ضمن منظومة الاستفادة المشتركة، وإنعاش حركة الاستثمار بين البلدين وفق المصلحة المشتركة، بما يتيح تقديم نموذج عملي متى ما تم التطبيق على نحو مثالي ومنضبط، مما يمثل النواة الأساسية لتمتين العلائق الاقتصادية بين الدول العربية لاحقا، وصولا إلى وحدة عربية متأسسة على قواعد متينة، ومنافع مشتركة، وأهداف استراتيجية متفق عليها، بعيدا عن نوازع الأمنيات والأشواق التي لا تسندها المعطيات الواقعية، فهذه الزيارة خطوة عملية تتجاوز الأمنيات إلى الفعل الإيجابي المؤسس، والقائم على قواعد الواقع، والمدرك لحجم المتغيرات الكبيرة التي ألمت بالمنطقة العربية خصوصا، والعالم عموما.
ثمة بعد آخر، يتجلى في تعميق الروابط الثقافية بتنشيط المبادرات الثقافية الشبابية، ووضع البرامج المشتركة التي سيتولاها قطاع الشباب في البلدين، بما يمثل أحد المؤشرات المهمة في صيغة المثال لحلم الوحدة العربية من نافذته الثقافية، بوصفها من أهم النوافذ، قياسا على مشترك اللغة والدين. ويتبع ذلك أيضا المستوى العقدي والديني؛ حيث إن من ثمار هذه الزيارة، الاستباق بتوقيع اتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السعودية لإنتاج خطاب إفتائي رصين يحمي شباب الأمة من تدليس الغوغائيين.
مؤشرات تخرس ألسنة المزايدين على التاريخ الطويل والعميق الذي يصونه الحب والمصالح المشتركة والترابط الإنساني بكل أشكاله. وتفهم ضمنا في سياق المقايسة والنموذج، لتؤكد أن هذه الزيارة التاريخية بمعنى الكلمة ودلالتها، لها ما قبلها، ولها حاضرها، ولها ما بعدها، وهي بهذه الأبعاد الزمانية الثلاث، تحتشد بثمار يانعات، ورسائل واضحات، وقراءات متعددة، ترسخ قيما يجب أن تظل حاضرة على مدى التاريخ، وتكشف لأعداء السلام والأمن والاستقرار مقدار القوة التي تتمتع بها أمتنا العربية بالنظر إلى ثقل المملكة ومكانة مصر على الخارطة العربية والإسلامية والعالمية، فلتكن الزيارة نموذجا حاضرا يوشج العلاقة بين منظومة الدول العربية قاطبة، بتحقيق حلم الوحدة العربية على إيقاع واقعي، ومقومات موضوعية قطباها مصر والسعودية.