-A +A
علي مكي
يوم الاثنين المقبل كل السعوديين على موعد مع الخطة الشاملة للتحول الوطني التي سيعلنها وليّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان لإعداد مملكتنا لعصر ما بعد النفط.
قبل ذلك بساعات، أي في ليلة الاثنين ذاتها، هناك تحول رياضي كروي كبير بنزال الحسم بين الأهلي والهلال في جدة. وبهاتين المناسبتين أتوجه إلى وطني الحبيب الأخضر وألقي عليه تحية الصباح، ثم أنتقل إلى الـ «أهلي» الأخضر هو أيضا والوطن الآخر لكل عشاق الفن والجمال والتميز، أقول له ولكم صباح الورد و(الأهلي).

ومن غير الأهلي يستحق الورد والشعر والنثر وفن الكلام وسحره وهو صاحب الأداء الرياضي بمعناه الواسع لا الضيق، بالمفهوم الشامل للرياضة لا بالمفهوم المحدود الذي يربطها ببطولة عابرة لكرة القدم. ولهذا يتكاثر المنافسون من حوله وعندما لا يستطيعون إيقاف انطلاقته الحرة داخل ميدان السباق يحاولون، كالعجزة، التأثير والتشويش والتصفير عليه لكنه فرس جامحة تغذ السير نحو المجد! فيما الكارهون واضح أنهم لا يزالون مرضى بـ «الأهلي» وبعقدة اللون الأخضر ونفوذه المنبسط على التاريخ والمهيمن على جغرافيا الأرض في كل الكون.
ولو كان هؤلاء موضوعيين ومحايدين ولو لمرة واحدة في حياتهم لصادقوا على نجاح الأهلي هذا الموسم على الرغم من كل الظروف التي واجهته وكثير من هذه الظروف (غدرته) من خلف ظهره!! ومع ذلك يتجاوزها الأهلي وينتصر بشرف مرتين: داخل الملعب على المنافسين، وآخر خارج الملعب ضد (الإرهاب الإعلامي الرياضي) الذي يخفي ظلامه الكريه وراء نور الرياضة وقيمها ومبادئها الشريفة.
وإذ أعلن مجددا، بعالي الصوت وبوضوحه الفصيح، بأني متيم بحب الأهلي، دون مواراة أو مداراة، فلأن الأهلي ليس شمعة يتوجب عليّ أن أداريها من أجل أن تقيد، كلا، إن الأهلي أكبر من ذلك وأكثر طولا وعمقا، الأهلي شمس الفن تسطع على هذه الأرض، ولو أن السيدة فيروز قدر لها رؤية «الأهلي» لوقفت في شارع التحلية بجلالها المعتاد ولجددت أغنيتها القديمة وصدحت بصوتها الصافي تغني «أهلي عادت شمسك الذهب». ولأنه «الأهلي» ستشرق الشمس وتسيل في كل الملاعب والصالات والأماكن التي يرتادها هذا الراقي (الأنيق) لتستحيل حدائق من نور وخضرة فترقص فراشات وطيور ونحل أليف يعدّ العشاء الفاخر لملايين عشاق الكرة والرياضة في وطني وفي كل مكان.
ويبقى على الجماهير أن تكون مساء الأحد المقبل بكامل فتنتها وجنونها، لأن جماهير الراقي (عندما تريد) يكون لها حضور شفاف بديع وقوي يضفي على مدرجات الملعب جمالا وقوة وفنا ودهشة تمد اللاعبين بروح إضافية للتفوق على النفس والمنافس معا.
فيا جماهير الأهلي العظيمة: كلمة البطولة بيدكم عندما تتوحدون في حب الأهلي من أجل الأهلي، أي بأي صورة بدا عليها أحبوه واعشقوه وطارحوه الغرام!