-A +A
مصطفى الفقيه
ساعات غير كل الساعات، والدقائق التي يحسبها ويترقبها أنصار مباراة الغد المصيرية، وقل ماشئت أن تعنون وتسمي مباراة الكلاسيكو النارية ومباراة حلم السنين أو فرصة العمر أو أي وصف يتمناه جماهير المستديرة.. غدا في لقاء أشبه بالأسطورة الذي سيجمع الملكي الباحث عن دوري طال أمده كثيرا، ويسعى لتحقيقه عبر الفرصة المتاحة له باستثمار المكان والزمان ووقوف ما يزيد على 60 ألف مجنون سيزحف إلى جوهرة الملاعب مساندا ومؤازرا فريقه الأهلي، يمنون النفس بتحقيق الفوز الذي من خلاله يعتبر فريقهم متوجا وبطلا لدوري جميل لهذا العام، يقابلهم زعيم آسيا وصاحب أكبر رصيد في تحقيق بطولة الدوري في المملكة، الذي يسعى هو الآخر إلى رد دين الدور الأول عندما تغلب عليه ضيفه بنتيجة 1/2 ورغبته في تعطيله عن تحقيق حلم السنين عن طريقه، وتأجيل تحديد من سيكون بطل الدوري حتى آخر مرحلة من عمر دوري هذا العام، وسيكون لقاء الغد أشبه بلقاء الأحلام الذي تنتظره جماهير الكرة قاطبة في مساء لا يليق إلا بالأهلي والهلال.
وبقراءة متأنية للفريقين وبحيادية مطلقة بعيدا عن الأهواء والأمنيات والميول، فاللقاء يعني للأهلاويين الشيء الكثير، وهو مصيري في ذات الوقت، وتؤمل جماهير الفريق من لاعبيها ونجومها اللعب بعقلانية وتوازن من خلال تشكيل متناغم يستطيع اللعب منذ الوهلة الأولى بالضغط والهجوم بغية تسجيل هدف مبكّر يزيد من الضغوطات وتشتيت أذهان الهلاليين داخل الملعب واحترام المنافس واستمرار القتالية والروح واللعب من أجل الفوز وعدم منح مساحات للفريق الهلالي وفتح الملعب والتغيير المستمر كاللعب تارة عن طريق استثمار مهارات فيتفا من الجانب الأيمن والمؤشر من الناحية اليسرى، ومساندة تيسير وشيفو، ومن الجانب الآخر بصاص والمقهوي تارة أخرى، والتنويع من العمق مرة، والأطراف، والإكثار من التسديد خصوصا من خارج منطقة الجزاء على ألا يركن الأهلاويون للترشيحات بأفضليتهم وتفوقهم على منافسهم واللعب على أنها مباراة الهدف منها تحقيق الثلاث نقاط.

ونعيد ونكرر بأن هذه المباراة تشكل منعطفاً مهماً جدا لكل أنصار الأهلي، ولهذا فإن التركيز العالي جدا طوال التسعين دقيقة والحضور الذهني والبدني والجاهزية والانضباطيةً جميعها عوامل لابد أن توخذ في الاعتبار، وعلى الجهاز الإداري والفني أن يكرس هذه المفاهيم في ذهن كل لاعب يتواجد في المستطيل الأخضر وعدم الاستعجال والتعامل مع المنافس باحترام، والرغبة في الفوز لتتحقق رغبة الملايين الذين ينتظرون بشغف دوري جميل لهذا العام.
وبعيدا عن قدرات وأدوات وإمكانات لاعبي الفريقين فكل منهما يمتلك أفضل العناصر المحلية والمحترفين الذين يملكون القدرة على إيجاد الحلول والإضافة النوعية وتطويع كل الإمكانات لصالح فريقها إذا وظفت طاقتها لصالح فريقها.
وعلى الجانب الآخر، نرى أن الهلال فريق ثقيل ويملك العناصر القادرة على تغيير المباراة وقتما يريد متى ما أحسن العناصر المهمة، ومفاتيح الفوز في الفريق الهلالي استثمار قدراتهم لصالح الفريق وهم قادرون على ذلك، ولا ينقصهم إلا التوفيق وأن يساندهم الحظ في تقديم مباراة تليق بجماهيرهم التي تكبدت المشاق لتؤازر فريقها والعودة إلى الرياض بالفوز وتأجيل من البطل الجديد لدوري هذا العام.
فلمن ستكون الغلبة في لقاء السحاب والأحلام.. هل هو الأهلي الذي يريد تعزيز تقديمه للمستويات التصاعدية خلال الخمس سنوات الماضية، وبفوزه يكون بطلا لدوري هذا العام، أم الهلال الذي يهمه تأجيل إعلان البطل لآخر جولات هذه المسابقة التي ظهرت غريبة هذا الموسم.
* ومضة:
* الشعور بالآخرين حاسة سادسة لا يمتلكها إلا أنقياء القلوب