-A +A
مريم الصغير (الرياض)
أكد المشاركون في مؤتمر «سعود الأوطان» في يومه الثاني أن الأمير سعود الفيصل رفع صوت المملكة في المحافل الدولية، وأسهم في معالجة قضايا الأمة.
وناقشت الجلسة الأولى لمؤتمر «سعود الأوطان» بعنوان «سعود الفيصل ومسيرة التنمية» دور الفيصل في مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة، وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي: «تربطني بالأمير سعود الفيصل علاقات شخصية، وعلاقة عمل، امتدت لـ 30 عاماً، وهو رجل دبلوماسي فذ، ورائد في العلاقات الدولية، وصاحب مدرسة في العلاقات الدولية السياسية، اتسمت بالرصانة، والتأني في إبداء الرأي».
من جهته، قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز: «الفيصل كان واضحاً في عمله وتعامله مع الجميع، والوطن هاجسه الأساسي، ولم تكن التنمية لديه تنمية رقمية بل كان يحرص على التنمية المكانية والاجتماعية والمجتمعية، وكان ذا ثقافة علمية ومجتمعية عالية».
وأكد أن الفيصل أضحى مدرسة لكل من تعامل معه وعرفه عن قرب، وكان مهتماً بإيقاف الهدر المالي في الطاقة، وسعى إلى تطوير العمل الاقتصادي.
ووصف الدكتور عبدالعزيز بن حامد أبوزنادة، الفيصل بالمستنير، كثير الذكاء، وقال: «كان مهتما بمركز الأبحاث، ويتردد عليه كلما سنحت له الفرصة، ويزور المحميات التي خطط لها شخصياً، وباهتمامه أصبحت المملكة تمتلك مجموعات فطرية ذات تباين وراثي مميز».
وناقشت الجلسة الثانية الرؤية الاقتصادية لدى الأمير سعود الفيصل، برئاسة نائب وزير البترول والثروة المعدنية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وقال: «الفيصل دبلوماسي غني عن التعريف، منح السعودية صوتاً قوياً في المحافل الدولية، ولم يغفل الجانب الاقتصادي في مسيرته، شارك بصولات وجولات في مؤتمرات إقليمية ومحلية».
وأكد وزير المالية السابق محمد أبا الخيل أن الفيصل كان حريصاً على توثيق العلاقات القوية في التنمية العربية لرغبته في تطوير الاتفاقية العربية لرفع مستوى المعيشة في كافة الدول العربية.
وأكد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف أن الفيصل كان استثنائيا في الدفاع عن الوطن عبر مسيرته، ومن الصعب اختزال مسيرته خلال دقائق معدودة فقد كان على مر أربعة عقود رجل السلام الأول لما يتمتع به من ثقافة وحس أمني ووطني من طراز نادر.
من جهته، لفت الخبير الاقتصادي عبدالله القويز إلى أن الفيصل كان مهتما بالاقتصاد والاستثمار والمال كعناصر للتنمية.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني أن للفيصل قدرات دبلوماسية فذة، ونبوغه في مجال عمله يرجع لأصول نشأته الأولى وهدوئه وعدم انفعاله مهما كانت ضبابية المواقف.
أما مساعد وزير الخارجية السفير الأمير خالد بن سعود بن خالد الفيصل فقد تحدث عن فلسفة الفيصل في التخطيط والتطوير، وقال: «حرص على تنظيم الأمور وترتيبها سواء في التعاملات الرسمية أو حتى في ما يتعلق بحياته الشخصية وإصراره على أهمية الارتقاء بالأداء المؤسسي للوزارة».
وتناول وكيل وزارة الخارجية الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير العديد من مواقف الأمير الراحل ودوره في حل الأزمات التي عصفت بالمنطقة.
واستعرضت الجلسة الرابعة جهود المملكة في إحلال السلام في لبنان خلال الحرب الأهلية، والدور المحوري والجهود الدبلوماسية للأمير الفيصل. وقال رئيس الجمهورية اللبنانية السابق أمين الجميل: «إن الفيصل لعب دورا مهما في نهضة العلاقات الثنائية اللبنانية السعودية سياسياً وإنمائياً، ومواجهة الإرهاب، وكان يدرك هول الأحداث التي تعصف بلبنان والحرب الأهلية، وكان دائم البحث عن حل للأزمة اللبنانية لدى عواصم القرار الدولي».
واستعرض رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة جهود الفيصل في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وعقد مؤتمر الطائف، ومواجهة الاحتلال السوري للأراضي اللبنانية. وأوضح مساعد رئيس الاستخبارات العامة السابق الفريق ركن متقاعد الدكتور محمد عيد العتيبي، أن الفيصل ترجم جهود المملكة لإحلال السلام في لبنان.
وأكد رئيس وزراء الأردن سابقاً السيد طاهر المصري أن الفيصل دعم الملف الفلسطيني وحث الدول العربية ومنها فلسطين على أهمية القضاء على الصراع الطائفي.
وبين السفير الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الفائز سفير المملكة في الكويت، أن مواقف الفيصل ستظل خالدة في وجدان كل كويتي وخليجي.
واستعرضت عضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد تجربتها كأول سعودية تنضم لبعثة تعليمية عام 1382، ومراحل تدرجها في المجالس الدولية، وأوردت عدداً من القصص للفيصل تثبت دعمه للمرأة السعودية.

الزياني: قاد الدبلوماسية الخليجية في تحرير الكويت


أوضح الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، أن الموقف الخليجي من غزو الكويت كان حاسما وحازما، واعتبرته دول المجلس انتهاكا صارخا لسيادة واستقلال دولة عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، وخرقاً سافراً لكافة المواثيق والأعراف والقوانين العربية والإسلامية والدولية. ولم يستجب صدام حسين للجهود العربية والدولية لإقناعه بالانسحاب، وتجنيب بلاده والمنطقة ويلات الحرب، وبدأ يحشد قواته على حدود المملكة، فتحركت القيادة السعودية، بحكم مكانتها ودورها الإقليمي والدولي، بعد أن وجدت النظام العربي عاجزا أمام هذا الموقف. وأدرك الملك فهد أن المنطقة أمام تحدٍ مصيري لا مناص من مواجهته.
وأضاف: يومها تحركت الدبلوماسية السعودية بقيادة الأمير سعود الفيصل، إقليميا ودوليا، بالتعاون والتنسيق المتواصل مع إخوانه وزراء خارجية دول المجلس. وتعددت الجولات المكوكية لوزراء خارجية دول المجلس، إلى القاهرة ودمشق وموسكو ولندن وباريس ونيويورك وواشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية والشرقية والأفريقية، لشرح الحقائق وتوحيد المواقف والجهود وكسب التأييد والمساندة، ونجحت هذه الجهود في إصدار 14 قرارا من مجلس الأمن خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وبادر الملك فهد إلى طلب المساندة من الدول الشقيقة والصديقة، فكان التحالف الدولي الذي دحر العدوان العراقي وحرر الكويت.

الجبير: ترك بصمات عالمية

أعرب وزير الخارجية عادل الجبير عن اعتزازه بالعمل مع الأمير سعود الفيصل لأكثر من 30 عاما. مؤكداً أنه استفاد كثيراً من عمله إلى جوار هذا الدبلوماسي الفذ والوزير الذي ترك بصماته على تاريخ الدبلوماسية العالمية والسياسة الخارجية.
وقال: «كان الفيصل بمثابة رئيس في العمل وأخ أكبر وصديق لكل من شرف بالعمل معه، ويتمتع بالكثير من الخصال الحميدة التي يصعب حصرها، فكان حكيماً ذكياً، كريماً، مخلصاً في عمله إلى أبعد الحدود».

حمد بن جاسم: علم دبلوماسي بارز


أكد رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن الأمير سعود الفيصل سيظل علماً بارزاً من أعلام السياسة والدبلوماسية على المستويين العربي والدولي، من خلال ما أنجزه عبر مسيرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود وزيراً لخارجية المملكة العربية السعودية، وممثلاً لها في أكبر المحافل الدولية. وأضاف خلال حضوره مؤتمر «سعود الأوطان»: «أحتفظ بالكثير من الذكريات الطيبة مع الفيصل، وسأظل أذكر أخلاقه الرفيعة وتعامله الراقي حتى في حالات اختلاف الآراء أو تباين الرؤى.