-A +A
مصطفى الفقيه
البارحة الأولى لم تكن ليلة اعتيادية على الأهلاويين على وجه العموم وجدة تحديدا مقر معقل الملوك الذين أضاءوا سماء عروس البحر الأحمر فرحا وطربا ابتهاجا بتحقيق حلم طال انتظاره 32 عاما، وسهر أنصار الفريق حتى ساعات الفجر الأولى، واكتست جدة لونا أخضر قشيبا، ازدانت به جدة في ليلة ملكية خاصة لا تليق إلا بالأهلي والأهلي فقط.
تتلعثم الكلمات وتنزوي المفردات «خجولة» في وصف المشاعر والأحاسيس والأفراح العارمة التي كان عليها كل عشاق وأنصار ومحبي ومجانين الأهلي منذ الوهلة الأولى لدقائق مباراة حلم السنين من حضور وتكاتف المحبين من أجل دعم ومؤازرة الأبطال الذين تعاهدوا على تحقيق الإنجاز بعد أن تهيأت لهم كل الإمكانات والتسهيلات التي تساعدهم على تحقيق حلم الملايين. وجاءت مرحلة الحسم في ليلة أشبه بالأسطورية التي يمكنك أن تتخيلها قبل أن تعيشها واقعا ملموسا، لاسيما وسنين الانكسار والبدائل الأخرى التي كانت عائقا أمام الأهلي حتى لا يحقق منجزاته شكلت هاجسا وتحديا لملوك الكرة منذ خمسة مواسم مضت، كانت كفيلة بأن تدق ناقوس استنهاض الهمم والتغلب على كل المعوقات بهمم الأبطال، وهذا ما تحقق فعليا وتحديدا من الدقيقة الأولى من عمر الشوط الثاني للكلاسيكو الملتهب، حينما انتشى حبيب الأهلاويين «اللزم» عمر السومة وسدد كرة ماكرة مرت من بين «أرجل» الجحفلي لم يتمكن الشراحيلي من رؤيتها إلا وهي تعانق الشباك معلنة هدف التعادل للملكي، ولم تنطفئ نيران اللقاء الملتهب الذي شهد حضور حشد غير مسبوق لمجانين الأهلي تجاوز الـ56 ألفا كانوا خير معين ومساند لكتيبة الداهية جروس بشيلاتهم المميزة وأهازيجهم المحفزة التي ألهبت المدرجات الخضراء وساهمت في أن يمرر فيتفا من الـ «الركنية» لتجد رأس معتز الذي يومئ بها للسومة أيضا «لينغزها» وتمر زاحفة للتجاوز خط المرمى الهلالي معلنة الهدف الثاني عند الدقيقة الـ50 من عمر المباراة ويبدأ الزحف الأهلاوي لإعلان مراسم تحقيق الحلم بالضغط يمنة ويسرة ومن الأطراف والعمق ويتفنن نجوم الأهلي في إحياء سهرة التتويج ببطولة الدروي الماتعة حتى دقت ساعة الحسم بعد أن «نغز» القائد الهمام تيسير الكرة بهجمة مرتدة للموسيقار المقهوي الذي بدوره مررها طويلة للساحر فيتفا وكعادته تلاعب بدفاعات الهلال وهيأها «مقشرة» للمقهوي مرة أخرى الذي لم يتوان في إيداعها المرمى الهلالي مؤكدا تحقيق الحلم وتسجيل الهدف الثالث، وما هي إلا دقائق حتى أعلن حكم المباراة صافرته بانتهاء معاناة ما يزيد على30 عاما من»النحس».

مبروك للرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله هذا الإنجاز التاريخي وتحقيق بطولة دوري جميل لهذا الموسم، والتهنئة موصولة لكل الأهلاويين من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير ومحبين على ماتحقق بجدارة واستحقاق.