-A +A
خالد السليمان
تكرار المطالب الأمريكية لدول الخليج بمساعدة العراق والمساهمة في إعمال المناطق التي يتم تحريرها من «داعش» يؤكد من جديد أن الأمريكيين ما زالوا لا يفهمون العراق وطبيعة الصراع وأسبابه في المنطقة!
فالأمريكيون لا يفهمون أساس المشكلة التي ساهموا في صنعها، ولا حقيقة المشكلة بين دول الخليج والعراق، فدول الخليج التي قدمت المساعدات السخية للعراق في السابق لن تبخل عليه بها في الحاضر أو المستقبل، لكن أي عراق تساعد ؟! العراق الحر المستقل الذي يرعى جميع مواطنيه، أم العراق المرتهن للنفوذ الإيراني الذي تهيمن عليه العمائم وتعيث فيه الميليشيات الطائفية فسادا وقتلا؟!

لابد أن يفهم الأمريكيون أن العراق لن ينهض بالمساعدات المالية وحدها، فالمساعدة الحقيقية التي يحتاجها العراق هي مساعدة العراق على التحرر من التبعية لإيران وكبح جماح النفوذ الديني المهيمن على مفاصل السلطة وهو نفوذ طائفي يضرب وحدة المجتمع ويهدم دعائم استقراره ويدمره اجتماعيا وإنسانيا !
المساعدة الوحيدة التي يحتاجها العراق اليوم هي مساعدته على التخلص من الطبقة السياسية الفاسدة التي خلقها الأمريكيون أنفسهم، و إتاحة الفرصة للشعب الذي تخلص من طاغية ليبتلى بألف طاغية ليعبر عن نفسه وطموحاته لبناء عراق زاهر ينهض على إرثه الحضاري الذي شوهه الطائفيون وثرواته التي نهبها السياسيون، ومن يريد مساعدتنا في إعادة البناء عليه أولا أن يزيل أسباب الهدم !