لم يكن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، أقل سعادة من نيكولا ساركوزي الذي يدخل الإليزيه، لأول مرة بوصفه رئيس فرنسا الجديد. لقد خرج المسيو شيراك سعيداً مبتهجاً مستعداً لحياة عادية، بعيداً عن السياسة والسلطة والحكم والصراع من أجلهما، حيث أضناه عمره السياسي المديد.
سعادة شيراك أكثر سياسية، لأن خلفه هو أحد تلامذته، ولم يُجبر على الخروج من الأليزيه، ليدخله زعيم اشتراكي، مثلما حدث قبل 12 عاماً عندما خلف شيراك اليمنيي الاشتراكي ميتران.. لم يُمَكِن شيراك اليمينين الاشتراكيين ليثأروا منه، ليخلفه زعيم اشتراكي لحكم فرنسا، خصوصاً لو كان هذا الزعيم الاشتراكي، امرأة. ولكن تظل حقيقة سعادة المسيو شيراك في بعدها الإنساني، لتدحض فرضية أن السلطة هي السعادة.. وأن الاستمرار فيها هي منتهى السعادة..
خرج شيراك من قصر الإليزيه، إلى شقة يملكها رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري..!؟ المسيو شيراك خرج من قصر الأليزيه، بمتعلقاته الشخصية لم تدم مراسيم التسليم والتسلم لمقاليد السلطة من الرئيس السلف إلى الرئيس الخلف أكثر من ساعة، قضى الرجلان نصفها في تبادل أسرار الدولة، ومن بينها الشيفرة النووية لفرنسا. وخرج الرجل العتيد من قصر الإليزيه، يودعه الرئيس “الشاب” الجديد، دون أن يقول له الرئيس الجديد، حتى ولو من باب المجاملة: أن قصر الإليزيه مفتوح لك في أي وقت.. ولا تتردد في طلب أية شيء تحتاجه..!؟ ليس في تقاليد الممارسة الديموقراطية، في بلدان الغرب، مثل هذه المجاملات .. ولكن، رئيس فرنسا العتيد غادر قصر الإليزيه وهو مفعمٌ بالكرامة والفخر أن العمر امتد به ليحكم فرنسا.. ليخدم الشعب الفرنسي، طوال 12 عاماً. إنجاز لا يمكن أن ينكره التاريخ لرجاله العظام.
صورة لتبادل السلطة على أسس التداول السلمي لها انعكاس لإرادة الشعب الفرنسي في تحديد مصير السلطة ورموزها في مجتمعاتها، نراها في مجتمعات الغرب التي أرست قيم الممارسة الديموقراطية، على أسس من التعاطي السلمي مع مشاكل السلطة وتحدياتها، لينعكس ذلك على أوجه الحياة المختلفة في تلك المجتمعات.
السلطة في تلك المجتمعات العريقة ديموقراطياً، مسئولية أخلاقية، إما أن تُلصِق بمَنْ يمارسها الشرف.. أو تُلحِق به العار. رموز السلطة في تلك المجتمعات، حتى أولئك الذين يتقلدون مناصب رفيعة مثل رئاسة الدولة، لا يتمتعون بسلطات مطلقة، تتجاوز تلك السلطات التي تمارسها مؤسسات سياسية، بعيدة عن إشرافهم المباشر.. أو تطغى عليها هيمنة رفعة مؤسسة الرئاسة التي يتقلدونها، أو هيبة “الكاريزما” التي عادةً ما يتميز بها بعض رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في تلك االمجتمعات. السلطة، في تلك المجتمعات، بطبيعتها مشتتة.. وبطبيعتها ضعيفة، في مقابل حريات وحقوق من هم موضوع السلطة وأصلها ـ في نفس الوقت ـ ( الشعب ). تشتت السلطة، وضعفها هذا، هو وراء كفاءة وفاعلية تلك الأنظمة الديموقراطية التي تحكم تلك المجتمعات. عندما تتشتت السلطة وتضعف، تزول كل مظاهر العنفوان والإعجاب بالذات، السلطة، عندما تُشتت وهي بطبيعتها ضعيفة، يصعب عملياً، السيطرة عليها ويكون غاية رموز السلطة، أن يرتقوا في سلمها إلى أعلى المناصب، ليثبتوا جدارتهم السياسية، وهم مخلصون لقواعد اللعبة السياسية.. ويتوقعون الفشل في العمل السياسي، كما يتوقون إلى النجاح فيه. في كلا الحالتين ويبلغ الإنسان منتهى سعادته، عندما يمارس العمل العام، حينما يقوم بأهم واجبات المواطنة.
عرفنا الآن سر سعادة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عند مغادرته قصر الإليزيه، التي تفوق سعادة النازل الجديد في القصر نيكولا ساكوزي، الذي لم يحن بعد وقت تذوقه لها، ربما يحين ذلك بعد خمس أو عشر سنوات.
سعادة شيراك أكثر سياسية، لأن خلفه هو أحد تلامذته، ولم يُجبر على الخروج من الأليزيه، ليدخله زعيم اشتراكي، مثلما حدث قبل 12 عاماً عندما خلف شيراك اليمنيي الاشتراكي ميتران.. لم يُمَكِن شيراك اليمينين الاشتراكيين ليثأروا منه، ليخلفه زعيم اشتراكي لحكم فرنسا، خصوصاً لو كان هذا الزعيم الاشتراكي، امرأة. ولكن تظل حقيقة سعادة المسيو شيراك في بعدها الإنساني، لتدحض فرضية أن السلطة هي السعادة.. وأن الاستمرار فيها هي منتهى السعادة..
خرج شيراك من قصر الإليزيه، إلى شقة يملكها رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري..!؟ المسيو شيراك خرج من قصر الأليزيه، بمتعلقاته الشخصية لم تدم مراسيم التسليم والتسلم لمقاليد السلطة من الرئيس السلف إلى الرئيس الخلف أكثر من ساعة، قضى الرجلان نصفها في تبادل أسرار الدولة، ومن بينها الشيفرة النووية لفرنسا. وخرج الرجل العتيد من قصر الإليزيه، يودعه الرئيس “الشاب” الجديد، دون أن يقول له الرئيس الجديد، حتى ولو من باب المجاملة: أن قصر الإليزيه مفتوح لك في أي وقت.. ولا تتردد في طلب أية شيء تحتاجه..!؟ ليس في تقاليد الممارسة الديموقراطية، في بلدان الغرب، مثل هذه المجاملات .. ولكن، رئيس فرنسا العتيد غادر قصر الإليزيه وهو مفعمٌ بالكرامة والفخر أن العمر امتد به ليحكم فرنسا.. ليخدم الشعب الفرنسي، طوال 12 عاماً. إنجاز لا يمكن أن ينكره التاريخ لرجاله العظام.
صورة لتبادل السلطة على أسس التداول السلمي لها انعكاس لإرادة الشعب الفرنسي في تحديد مصير السلطة ورموزها في مجتمعاتها، نراها في مجتمعات الغرب التي أرست قيم الممارسة الديموقراطية، على أسس من التعاطي السلمي مع مشاكل السلطة وتحدياتها، لينعكس ذلك على أوجه الحياة المختلفة في تلك المجتمعات.
السلطة في تلك المجتمعات العريقة ديموقراطياً، مسئولية أخلاقية، إما أن تُلصِق بمَنْ يمارسها الشرف.. أو تُلحِق به العار. رموز السلطة في تلك المجتمعات، حتى أولئك الذين يتقلدون مناصب رفيعة مثل رئاسة الدولة، لا يتمتعون بسلطات مطلقة، تتجاوز تلك السلطات التي تمارسها مؤسسات سياسية، بعيدة عن إشرافهم المباشر.. أو تطغى عليها هيمنة رفعة مؤسسة الرئاسة التي يتقلدونها، أو هيبة “الكاريزما” التي عادةً ما يتميز بها بعض رؤساء الدول ورؤساء الحكومات في تلك االمجتمعات. السلطة، في تلك المجتمعات، بطبيعتها مشتتة.. وبطبيعتها ضعيفة، في مقابل حريات وحقوق من هم موضوع السلطة وأصلها ـ في نفس الوقت ـ ( الشعب ). تشتت السلطة، وضعفها هذا، هو وراء كفاءة وفاعلية تلك الأنظمة الديموقراطية التي تحكم تلك المجتمعات. عندما تتشتت السلطة وتضعف، تزول كل مظاهر العنفوان والإعجاب بالذات، السلطة، عندما تُشتت وهي بطبيعتها ضعيفة، يصعب عملياً، السيطرة عليها ويكون غاية رموز السلطة، أن يرتقوا في سلمها إلى أعلى المناصب، ليثبتوا جدارتهم السياسية، وهم مخلصون لقواعد اللعبة السياسية.. ويتوقعون الفشل في العمل السياسي، كما يتوقون إلى النجاح فيه. في كلا الحالتين ويبلغ الإنسان منتهى سعادته، عندما يمارس العمل العام، حينما يقوم بأهم واجبات المواطنة.
عرفنا الآن سر سعادة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عند مغادرته قصر الإليزيه، التي تفوق سعادة النازل الجديد في القصر نيكولا ساكوزي، الذي لم يحن بعد وقت تذوقه لها، ربما يحين ذلك بعد خمس أو عشر سنوات.