-A +A
منصور الشهري (الرياض)
يستحق أن يوصف الرجل الثاني في المملكة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بـ«القائد العسكري الملكي»؛ لحصوله على تكريمين ملكيين لجهوده الأمنية في محاربة الإرهاب وإحباط ما يدور ضد أمن واستقرار المجتمع السعودي من مخططات وأعمال إرهابية.
ويمتلك «القائد العسكري الملكي» خبرات عالية في القيادة والعمل الأمني والحكمة في إدارة الأمور واتخاذ القرارات، مما جعل الأمن السعودي ضمن مصاف الأجهزة الأمنية على مستوى العالم بما تمتلكها من الخبرات الاحترافية والقوة في مواجهتها لأخطر الملفات الأمنية العالمية، وهو محاربة الإرهاب.

وتعرض سموه في مواجهاته للأعمال الإرهابية إلى أربع محاولات اغتيال من قبل التنظيمات الإرهابية، ونجا منها بفضل الله وتوفيقه، أخطرها كانت في 6 رمضان 1430 عند استقباله لأحد المطلوبين في قصره في محافظة جدة الذي زعم رغبته تسليم نفسه، ثم قام بتفجير نفسه بعد أن زرعت فيه كبسولة متفجرة تم تفجيرها عن بعد، ومحاولة أخرى من خلال إحدى الجماعات الإرهابية أثناء زيارته لليمن، ومحاولات كانت تسعى عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذها.
ونجح ولي العهد منذ تسلمه أخطر الملفات الأمنية والتي تقلق وزراء الداخلية في العالم وذلك عندما كان مساعدا للشؤون الأمنية، حيث تمكن سموه بمعاونة رجال الأمن من مكافحة الإرهاب بعد أن شهدت المملكة في 2003 بداية لنشاط تنظيم القاعدة داخل المملكة.
ومنذ تولي سموه ملف مكافحة الإرهاب قام بعدد من الإجراءات الأمنية بتحديث وتطوير واستحداث أجهزة أمنية معنية بمكافحة الإرهاب، وتوحيد القيادة للجهات الأمنية برئاسة سموه لتعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية وغير الأمنية في التصدي لظاهرة الإرهاب، إضافة لتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية والتعامل بحزم مع مرتكبي الجرائم الإرهابية وتعقبهم واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ووضع قيود مشددة على صناعة أو استيراد أو بيع أو حيازة أو تداول أو اقتناء الأسلحة أو الذخائر أو المعدات أو قطع الغيار وفقا لنظام الأسلحة والذخائر في المملكة الصادر عام 1981 وتم تحديث النظام في 2005.
وأحدث سموه تغييرات ملموسة على مستوى تطوير العمل الأمني في قطاعات وزارة الداخلية كافة واستحداث قطاعات أمنية متخصصة تساهم في تعزيز الأمن الوطني، وواكب ذلك التطور تطوير في كافة الآليات الأمنية والمباني الحديثة والاستفادة من التقنية بشكل كبير، بالإضافة إلى اهتمامه بتطوير القوة البشرية في القطاعات الأمنية من حيث الابتعاث الخارجي لعدد كبير من ضباط وأفراد الجهات الأمنية وعقد الدورات المتخصصة لهم في الداخل.
كما لم يغفل سموه الاستفادة من التطور التقني الكبير في توظيفها للتسهيل على المواطنين والمقيمين للاستفادة من خدمات وزارة الداخلية، وإحداث نقلة في تقديم الخدمة لهم حيث أصبح الجميع يستطيع إنجاز كثير من المعاملات المقدمة من قطاعات وزارة الداخلية من منازلهم ومكاتبهم عبر استخدام الإنترنت.
وكان آخر الخدمات الإلكترونية التي أطلقتها وزارة الداخلية تطبيق «كلنا أمن» على الجوالات الذكية، ويتيح للمواطنين والمقيمين تقديم بلاغاتهم سواء كانت أمنية أو جنائية أو مرورية عبر تحميل صورة أو فيديو أو حتى ملاحظة صوتية، حيث يتم تسلم البلاغات عبر مشرفين من الضباط المؤهلين بشكل كامل لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ويتوفر ضباط خاصون لتسلم البلاغات عبر التطبيق موجودون في 39 غرفة عمليات منتشرة في المملكة، ويضمن التطبيق التعامل مع البلاغات كافة بسرية تامة، ويمكن لكل مبلغ متابعة ما تم بخصوص بلاغاته المقدمة.
ويهدف تطبيق «كلنا أمن» إلى تسريع علميات الإنقاذ وتقليل نسبة الأضرار والخسائر.
وقاد سموه عملية تطوير وتحديث شاملة لقطاعات وزارة الداخلية وفق متطلبات العمل الأمني وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية ورفع كفاءة عملها، كما أشرف على تنفيذ خطط وإستراتيجيات مكافحة الإرهاب ومواجهة أعماله بكل عزيمة واقتدار، وحقق بذلك نجاحا حظي بتقدير الجميع محليا، وإقليميا، وعالميا، وقدم سموه تجربة سعودية متميزة في مجال مكافحة الإرهاب أفادت منها دول عالمية عديدة.
يذكر أن سموه تقلد من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وشاح الملك فيصل تقديرا لما قام به سموه من تخطيط متقن وإدارة ناجحة لعملية اقتحام الطائرة الروسية المختطفة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة وإنقاذ ركابها وذلك بتاريخ 8/4/1422 الموافق 6/3/2001، كما قلده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى تقديرا لما أظهره سموه من تميز في مجال عمله وذلك بتاريخ 16/9/1430 الموافق 6/9/2009.