-A +A
محمد الجهني
الرياض التي أوقدت مشاعل الأمل لتلفت الأعناق بصحوة جادة ذات تأثير داخلي وإقليمي وعالمي على حد سواء هي نفس الرياض المتوثبة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السعودي، ومن خلفه كافة شعوب العالم العربي والإسلامي، دون إغفال لمصالح وحقوق شعوب الأرض قاطبة في العيش بسلام، ورفاهية من باب الإيمان الصادق والجاد بأهمية عدم التدخل في شؤون الغير، والأهمية الكبيرة للتعاون بين الدول فيما يكفل الاستقرار المنشود عبر أفعال ملموسة لا يمكن اعتبار ما سواها فيصلا لتحقيق الهدف المعلن.
الرياض التي قالت وفعلت تتقن فنون التعامل الحضاري للارتقاء بالوطن نحو مصاف الدول المتقدمة، فلا غرابة أن تصبح محط أنظار العالم، بل المركز المتخصص في صناعة القرار الحكيم بامتلاكها رؤى مستقبلية ذات أبعاد إنسانية، ولهذا فقط فمن سوى الرياض يغلب المصلحة العامة للإنسان على ما سوى ذلك من مصالح، بغض النظر عن الدين والمذهب والجنس.

الرؤية الوطنية المستقبلية للخطط السعودية المرسومة والمعلن عن ملامحها عبر تصاريح وأحاديث سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان رؤى طموحة ذات مردود إيجابي كبير وسرعة تنفيذها سيؤدي دون شك لترسيخ الاستقرار المنشود في منطقة ملتهبة يمكن اعتبارها مركزا لأطماع الحاقدين أعداء التنمية بجوانبها المختلفة، ذلك أن المملكة العربية السعودية التي وضعت مصلحة الأجيال القادمة نصب الأعين تدرك دون شك حجم العقبات الداخلية مثلما تدرك خطورة العقبات الخارجية، إلا أن القافلة تسير وستسير في الطريق الصحيح فيما يحقق رفاهية الوطن، بعد أن تأكد العزم والحزم لجعل البترول خلف ظهورنا بالاستفادة الفعلية من مصادر دخل مهملة لعل في مقدمتها مجال التصنيع.
لم أستطع إخفاء فخري واعتزازي كمواطن سعودي عندما أشار سمو ولي ولي العهد إلى بعض أوجه الإنفاق القابلة للترشيد على حساب تجويد الإنتاج، خاصة عندما قارن بشفافية عالية لا يقدم عليها سوى الواثق المقتدر بين بعض من مقراتنا العسكرية ونظيراتها في دول متقدمة كمثال عابر، ففي هذا إشارة جلية لوضوح الأهداف خاصة أن ذوي الدخول المحدودة أضحوا في طليعة اهتمام الدولة، بل محط رعاية الحكومة دون سواهم.
ولأننا على مفترق طرق حديثة، فالعدل يستقيم مع المطالبة بإعلام يستطيع مواكبة هذا النوع من التحول المتميز كي نصل مطار 2030 بأقل التكاليف، فالوطن دائما يعلو ولا يعلى عليه، وإعلامنا دون شك بحاجة ماسة لتنوير مداركنا بكافة مجالات الحياة في إطار تنظيمات عصرية أضحت عنوانا لمرحلة جديدة كي يمكن أن نفخر بمستوى العمل الإعلامي القادر على إيصال الرسالة بمهنية عالية لا لشيء، لأن كافة قضايانا عادلة دون استثناء.
لعلنا أدركنا ونحن على خطى منهج الاستقرار التنموي الأهمية الكبرى لترسيخ مفهوم المواطنة من خلال استشعار المخاطر المقرونة بالارتقاء الفكري لتخفيف تبديد الوقت ووطء المناكفات حيال قضايا فكرية بعضها يعيق مسيرة التنمية شئنا أم أبينا، وبعضها الآخر يعطل شمولية تحقيق المصالح العامة، فالحاجة قائمة لقرارات حكومية حاسمة تؤطر لمرحلة جديدة وإعلام شفاف مهني يواكب الرؤية الوطنية الطموحة، ولن نسقط من الأذهان تلك المحاولات البائسة والمتوقعة للوقوف في وجه عاصفة الرؤى من أعداء الأمة، فقد تعودنا سقوط الناقمين في شرك أعمالهم، تعودنا أن تسير القافلة... فلا يصح إلا الصحيح.