-A +A
عبدالله عمر خياط
.. من المؤكد أن الآثار الإسلامية والتاريخية في بلادنا لا مثيل لها مكانةً وعدداً بشتى بقاع الأرض لكن الآمال متعلقة بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خاصة بعدما جرى طمسها، أو قفل الكثير وردم الأكثر منها.
وإلا فأين هي سقيفة بني ساعدة ؟ وأين هو بئر «الخاتم»؟ وأين هو بئر «غرس» وغيرها من الآبار وهي كثيرة ، وكيف تحولت بعض الآبار إلى مرمى للقمائم حتى أن بعضها أصبح مصدراً للجراثيم بكل أسف؟

وإذا ما كان هذا بشأن بعض المواقع والآبار الأثرية .. فإن هناك ما هو أهم وأعني بها المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وعددها (43) مسجداً تم بكل أسف إسقاطها من على خارطة للمدينة من العهد النبوي .. وكيف هان على أمانة المدينة إهمال جبل أُحد ليتحول إلى مبان عشوائية ومرمى للقمائم في أسفله؟
وإذا كان هذا بعض ما في المدينة المنورة من آثار قفلت .. أو أغلقت أبوابها بالحديد .. فماذا عن الآثار في مكة المكرمة وأهمها غار «حراء» وقد أصبح مليئاً بالمخلفات والمباني العشوائية.
وماذا عن الغار الذي استكان فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ هجرته صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة ولماذا يمنع الوصول إليه إلا بمشقة بدعوى اتيان بعض زائريها شيئاً من البدع متجاهلين القول الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه عندما قتل يوم فتح مكة رجلاً قال: «لا إله إلا الله» فلماذ ذُكر ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ياأسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ؟ قلت كان متعوذاً (إنما قالها خوفاً من السلاح) (أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟) أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟ فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم».
إن ما أشرت إليه من الآثار في بلادنا إنما هو قطرة من بحر، ولذا فإن المؤمل والمرجي من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تشكيل لجان لحصر ما في الحرمين الشريفين من آثار ثم اختيار الموقع المناسب لإقامة «المتحف الإسلامي» بالمدينة المنورة ليتمكن الزائر من مشاهدتها ليرى ماضينا المجيد وليس ثمة مكان للمتحف غير مكة المكرمة أو المدينة المنورة التي بها من الآثار ما يصعب حصره.
السطر الأخير :
«المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»