فيما وصفت أمانة جدة مخالفات سوق باب شريف التي يتجاوز عمرها 100 عام وتعد أحد أشهر أسواق جدة التاريخية بالخطيرة ولا تحتمل التريث، طالب ملاك المحلات بضرورة إعادة فتح السوق مجددا نظرا للخسائر المادية التي يتكبدونها بسبب الإغلاق الذي جاء مفاجئا ودون سابق إنذار، على أن تتم إزالة المخالفات وتصحيحها، إلا أن الأمانة رفضت المقترح. مشددة على أن المحلات ستظل مغلقة حتى تزال الملاحظات. مؤكدة على لسان مدير المركز الإعلامي سامي الغامدي أن الإغلاق جاء نتيجة وجود عدة مخالفات، أبرزها وجود هنقر حديد مخالف للسلامة، واعدة بفتح المحلات فور البدء في تصحيح المخالفات التي تعد خطيرة ولا تحتمل الانتظار، إذ ألزم الملاك بسرعة إزالتها.
عمليات الشد والجذب بين الملاك والعاملين في المحلات من جهة وأمانة جدة من جهة أخرى لا تزال دائرة، إذ أكد أصحاب المحلات لجوءهم إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لمخاطبة الأمانة بفتح المحلات وإيقاف خسائرهم التي تكبدوها حتى الآن. مشددين على أن المحلات المغلقة تجاوز عددها 365 محلا مختلفة الأنشطة.
مختار الشوافي (أحد الباعة) أشار إلى أن قرار الإغلاق كان مفاجئا ولم يمنحوا أي إنذارات، وكان من المفترض مراعاة أن رزق الكثيرين يقوم على هذه المحلات.
وأضاف الشوافي: «راجعنا بلدية البلد للسؤال عن أسباب الإغلاق فطلبوا إزالة أسقف ممرات السوق التي تظلل المتسوقين من حرارة الشمس، كونها محلات قديمة لا يوجد بها تكييف مركزي في الممرات، وما يسهم في تخفيف درجات الحرارة هي هذه الأسقف».
مطهر ناجي (أحد الباعة) قال عن ذلك: «فوجئنا بحضور مراقبي الأمانة مطالبين بإغلاق المحلات قبل أن يضعوا لواصق على الإقفال لمنعنا من فتحها لاحقا وإيقاع غرامة تصل إلى خمسة آلاف ريال»، وتابع: «ليس من المعقول أن يتم الإغلاق بهذا الشكل المفاجئ ودون سابق إنذار بحجة وجود مخالفات سلامة وضرورة إزالة السقف الخاص بممرات السوق الذي قد يستمر لفترة طويلة، وهو ما شاهدناه في إزالة سقف شارع قابل، التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر وعانى أصحاب المحلات من خسائر كبيرة لم يعوضوا عنها».
فيما قال سعيد بابقي (أحد ملاك المحلات): «لم يمنحونا أي إنذار سابق أو زيارة بهذا الخصوص أو استدعاء لإبلاغنا القرار الذي يتسبب لنا في خسارة يومية تزيد على ألفي ريال، علاوة على إيجار المحل الذي يتجاوز 80 ألف ريال، كما أننا ملزمون بدفع يومية العمال ولا يعفينا الإغلاق منها».
وزاد: «قرار الإغلاق غير صحيح ويجب أن تكون هناك مهلة للإزالة والبدء الفعلي فيها دون إيقاف مصدر دخلنا». متسائلا: «أيعقل أن يتم الإغلاق بهذه الطريقة، فالمظلات موجودة من عشرات السنين وليست حديثة حتى نزيلها في يوم وليلة، حتى عندما راجعنا البلدية لمنحنا فرصة لفتح محلاتنا مع البدء في إزالة الأسقف محل الإشكالية رفض طلبنا، وكان الرد لن يسمح بفتح المحلات إلا إذا أزيلت الأسقف كاملة!!، كيف يحدث ذلك، عملية الإزالة تحتاج أكثر من شهر».
عبد الصمد: المظلات دخيلة على السوق
باب شريف أحد أبواب سور جدة القديمة الثمانية، سمي بهذا الاسم نسبة إلى الشريف الذي تولى منصب الإداري آنذاك، وكان ينزل من هذه البوابة ويخرج منها فأطلق عليها اسمه في حينه، وهو جنوب منطقة جدة التاريخية.
عمدة حي اليمن والبحر سابقا وأحد أقدم سكان المنطقة عبدالصمد محمد عبدالصمد أشار إلى أن مسمى سوق باب شريف أطلق لقربه من بوابة «باب شريف»، وعمره يتجاوز 100 عام، واشتهر بعدم وجود مظلات قديما كسوق العلوي وقابل، والمظلات التي توجد عليه حاليا هي دخيلة عليه. وأضاف: «عرف السوق بأنه خليط من التجار، منهم السعوديون، وتحديدا من قبيلة غامد، وهم أقدم التجار السعوديين في السوق، وكذلك اليمنيون وهم من عرفوا باسم الحضارم، والسودانيون أيضا، وكان في القدم يبيع المسامير والأقمشة والأحذية ويجاور سوق العصر الشهير بالبخارية المخصص لبيع أجهزة الراديو». وتابع: «كان باب شريف بوابة جدة الجنوبية وتقع أمام برحة العقيلي وهي حاليا من أملاك صحة جدة، وتم خلال فترات سابقة تشغيلها كمواقف للمركبات بمقابل مادي قبل أن تستردها الصحة مجددا».