على شارعين
عقدة الوجهين
خلف الحربي
حسم وزير التعليم في تصريح لـ«عكاظ» ملف إدخال الرياضة لمدارس البنات، مؤكدا أنها ليست ضمن اهتمامات الوزارة في الوقت الراهن، وقال في تعليق على ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشأن: «نحن مشغولون في أمور ذات أهمية أكبر»!، ولا نقول إلا أعان الله معالي الوزير وموظفي وزارته على مشاغلهم، ولكننا لا نظن أن مسألة إدخال الرياضة إلى مدارس البنات قليلة الأهمية، خصوصا أنها لم تصل حتى هذه اللحظة إلى مرحلة «القرار»، وهي المرحلة التي تتلوها سنوات من التجهيز والتحضير، ما يعني أن أجيالا جديدة من الطالبات سوف يحرمن من الرياضة المدرسية بصورة لا أظن أنها موجودة في مدارس العالم أجمع.
على أية حال، سوف نفترض أن مسألة الرياضة في مدارس البنات مسألة هامشية مثل مئات القضايا «الهامشية» التي تراكمت أمام أعيننا مع مرور السنوات حتى شكلت ما يمكن أن نسميه «جبل التأجيل» الذي يكاد يفصل بيننا وبين العالم الحديث. أقول لنفترض بأنها هامشية ولنذهب إلى تقرير آخر في الصحيفة ذاتها يتحدث عن مشاركة بعض اللاعبات السعوديات في الدورات الأوليمبية.. هنا يختفي «التهميش» لأننا نريد من خلال مشاركة المرأة في الأوليمبيادات أن نقدم للعالم الوجه الذي لا يشبهنا في الحقيقة ولكنه يجمل صورتنا أمام الآخرين. إنها مسألة أكثر تعقيدا من وضع المكياج في لحظة عابرة بل هي عملية تجميل قاسية كي نبدو أكثر انسجاما مع العالم الكبير الذي نتمنى أن نكون جزءا منه، ولكننا لا نجرؤ على ذلك بسبب غرقنا في «الهوامش» التي تحولت مع مرور الأيام إلى كوابيس لا نجرؤ على الفكاك منها، وهكذا تحرم طفلة في الابتدائية من ممارسة الرياضة أو إدراك أهميتها بينما تشارك فتاة ناضجة في الأوليمبياد في صورة صريحة لفلسفة العيش بوجهين.
وزير خارجيتنا الهمام والذي يعلم الجميع أنه محارب شرس عن قضايانا في الخارج قال في تصريح مثير: «إن المملكة بنظامها التعليمي تضاهي الأنظمة التعليمية الأوروبية»، ونحن نستغرب فعلا من هذه «المضاهاة» ما دامت وزارة التعليم عندنا ترى أن الرياضة مسألة قليلة الأهمية، وبالطبع لا يستطيع أحد أن يقول إن رياضة البنات محرمة شرعا أو أن الرياضة غير مهمة بالنسبة للإنسان – أي إنسان – ولكننا نفضل أن نبتعد عن وجع الدماغ ونسلك الطريق الأسهل: العيش بوجهين!.
klfhrbe@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة