بعد يومين من نشر تسجيل منسوب لزعيم القاعدة أيمن الظواهري ظهر حمزة بن لادن نجل الزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن في تسجيل بث على الإنترنت (الأحد الماضي)، يحض فيه المسلمين على الجهاد في سورية، زاعما أن ذلك يمهد لتحرير فلسطين.
وكان الظواهري دعا في تسجيل مماثل الأحد الماضي إلى ما أسماه «النفير» إلى سورية، ويهاجم فيه تنظيم «داعش» معتبرا أنهم خوارج وغلاة.
وقال حمزة بن لادن، في التسجيل الذي بثته مؤسسة السحاب التابعة للتنظيم ويحمل عنوان «القدس عروس مهرها دمنا»، «إنه على الأمة الاسلامية أن تصب اهتمامها بالجهاد في الشام وتهتم به بتوحيد صفوف المجاهدين فيه».
زاعما أن القتال في سورية هو «خير الميادين لهذه المهمة العظيمة» المتمثلة بتحرير فلسطين. معتبرا أن «الطريق لتحرير فلسطين اليوم أقرب بكثير مما كان عليه قبل الثورة السورية المباركة»، وممتدحا ما أسماه «ثورة السكاكين» التي نفذها شبان فلسطينيون ضد مستوطنين إسرائيليين خلال الشهور الماضية.
ويأتي التسجيل على ما يبدو في إطار خطة اتصالية وإعلامية جديدة للتنظيم، لمواجهة ما وصف بأنه استحواذ إعلامي يتمتع به «داعش».
وقال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد الموكلي إن هذه الخطابات استجداء لأعضاء القاعدة الذين ركنوا للقعود أو أولئك الذين التحقوا بتنظيمات أخرى وللمتعاطفين مع التنظيم للالتحاق بالركب، بعد أن فقد التنظيم بريقه وخطف تنظيم داعش منه الأضواء. وأوضح الموكلي لـ «عكاظ» أمس (الثلاثاء)، أن خطابات حمزة بن لادن التي بثها التنظيم تأتي في إطار أنه ابن أسامة بن لادن فقط، فهم يدغدغون مشاعر الأتباع من خلال هذه الخطابات للالتحاق بجبهة النصرة في سورية (فرع القاعدة) هناك، بعد أن تعرضت لخسائر جراء التطورات الأخيرة في الحرب ودخول الروس على خط المواجهة، وليس لأنه يملك خبرة ودراية عالية بأمور التنظيم.
وأشار الموكلي إلى أن خطاب الظواهري كذلك يأتي في هذا السياق وحملة انفروا التي أطلقها عبدالله المحيسني المحسوب على جبهة النصرة تحاول حشد الأتباع مستخدمين في ذلك أحد أهم مفاتيح الصراع التي تستخدمها هذه الجماعات في عمليات الحشد والتجنيد وهي القضية الفلسطينية، التي دائما ما يكررها قادة وأعضاء هذه التنظيمات بدءا بابن لادن والظواهري والبغدادي وغيرهم. وكان خبراء في شؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، رجحوا أن يقوم حمزة، نجل زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، بدور بارز في قيادة التنظيم، محاولا ملء الفراغ الذي تركه والده بمقتله في غارة نفذتها قوات أمريكية خاصة دهمت مخبأه في ضاحية أبوت آباد قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد في أيار (مايو) 2011. ولا يعرف عن حمزة بن لادن الذي ولد عام 1991 الشيء الكثير ويبدو أن التسجيل هو الثالث من نوعه لابن لادن بعد الفيديو الذي نشره عندما كان في السادسة عشرة من العمر بعد مقتل والده، ودعا فيه إلى ما أسماه تدمير «أمريكا والمملكة المتحدة، وفرنسا، والدنمارك».