-A +A
عبدالله عمر خياط
.. لا أعرف بالضبط كم هو عدد الذين يعملون بالقطاع العام من المستقدمين، وإن كان معلوما أن عدد الوافدين جملة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص قد تجاوز الأثني عشر مليونا.
لذلك تولاني العجب عندما قرأت ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 10/7/1437هـ تحت هذا العنوان ((تدوير 1510 وظائف صحية لم يتقدم لها أحد)).

إنه أمر غريب أن يتصاعد عدد الباحثين عن العمل رقما فوق ما نتخيل!! فلماذا لم يتقدم أحد في وظائف صحية عددها (1510)؟
إن الخبر الذي كشف هذه المعلومة كشف أيضا سبب الامتناع عن التقدم لهذه الوظائف!! فبداية يقول الخبر: «قدر المتحدث باسم وزارة الخدمة المدنية حمد المنيف لـ «عكاظ» عدد الوظائف الصحية التي لم يتقدم لها أحد بنحو 1510 وظائف».
إنه خبر مثير للاستغراب ويثير ألف وألف سؤال: لِمَ .. ولماذا وغيرهما؟
لكن المتحدث باسم وزارة الخدمة المدنية أوضح الأسباب وهي: «إن عزوف الخريجين والخريجات عن هذه الوظائف جاء لأسباب عدة، يأتي على رأسها وجود الوظائف خارج المدن الرئيسية، مبينا أن الوظائف للرجال تشمل (طبيب مقيم)، أخصائي صحي (أخصائي بصريات، أخصائي صحة فم ورعاية أسنان، أخصائي تخدير، أخصائي أطراف صناعية، أخصائي معالج نطق، أخصائي معالج سمع، أخصائي تأهيل حرفي).
أما وظائف النساء فتضم (طبيب مقيم)، صيدلي (لعدم الرغبة في المقرات في حقل، القريات، العيساوية، تيماء)، أخصائي صحي (أخصائي أشعة، أخصائي صحة فم ورعاية أسنان، أخصائي تخدير، أخصائي تأهيل حرفي، أخصائي تصوير طبقي، أخصائي معالجة سمع، أخصائي معالجة نطق، فني أشعة)».
.. والواقع أن الامتناع للتقدم لهذه الوظائف له ما يبرر صدقا وعدلا أسباب التقدم لهذه الوظائف وذلك لما نعرفه جميعا أن وزارة الصحة بجميع أقسامها ومستشفياتها ومراكزها الصحية متخمة بالأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضات وحتى في أقسام الإدارة المالية والصيانة بأعداد كبيرة من المستقدمين.
والسؤال هو: لماذا لا يتم نقل العاملين في داخل الوزارة أو المستشفيات والمراكز الصحية إلى تلك المحافظات والقرى وتعيين أبناء الوطن في وظائف أولئك المستقدمين وعندها لن يتأخر أحد عن التقدم لشغل الوظائف المعلن عنها.. والله المستعان.
السطر الأخير:
لولا العقـول لكان أدنى ضيغـم
أدنى إلى شرف من الإنسان