سبحان الله أن هيكلنا العظمي يحتوي على حوالي 206 عظمات مختلفة الأشكال والأحجام. هذا العدد للبالغين وهو أكثر للأطفال. وهذه النعمة الكبيرة تحتوي على الروائع المذهلة التي لا تعد ولا تحصى. ومنها أن أقدامنا تحتوي على حوالي ربع إجمالي عدد العظام في أجسامنا. يعني 26 في كل قدم. ولكن المذهل فعلا أنها تتحرك حركات عجيبة على محاور مختلفة بأريحية من خلال 33 مفصلا وأكثر من مائة عضلة في كل قدم. والأجمل من كل هذا في هذه النعمة الرائعة هو التصميم الإعجازي الذي يسمح لكل قدم أن تتحمل أكثر من أربعة أمثال أوزاننا بكل يسر، وبدون تذمر، وبدون الحاجة لتغيير قطع غيار، أو إضافة زيوت، أو تشحيم، أو ما شابه ذلك من صيانة. التصميم المتميز يسمح بنقل كامل أوزاننا بما فيها من عضلات وشحم وغيرها إلى الأرض بدون أي دراما.
وفي الواقع فلو راقبت آلية المشي العادي جدا، التي قد تبدو وكأنها «تحصيل حاصل» ستجد فيها العديد من جوانب الإعجاز. وربما نبدأ بكونها تكاد أن تكون كارثة ديناميكية تجعلنا عبيدا للجاذبية، وتجعل نسبة السقوط أرضا أعلى بكثير من الوضع الحالي وهذا من ألطاف الله علينا. سبحان الله أن كل خطوة هي معجزة. وبالرغم من روائع المشي الكثيرة، كونه بإرادة الله معجزة هندسية لا نفكر في أبعادها، وكونه من أعظم أنواع الرياضة لمختلف الأعمار، وكونه من أنظف وسائل النقل، إلا أن بعض الجهات المعنية لا تعترف بكل هذا. ومن يحكم عليها بأعمالها قد يحسب أنها من أعداء المشي. أنظر في معظم المدن، وستجد أن المشاة (غلابى) بمعنى الكلمة، يضطرون إلى منافسة السيارات للحصول على «حق الطريق»، والسيارات تغلبهم دائما، ليس فقط بحكم حجمها وقوتها وكأنها «دهّل الطريق»، ولكن الأهم من كل هذا أن لها أقوى الحلفاء وهم المصممون، والمخططون، والبلديات المختلفة التي تعطي حق الحركة للسيارات قبل المشاة وكأن مدننا صممت وشيدت لخدمة السيارات قبل البشر.
أمارس بلطف الله هواية المشي يوميا، وبالرغم أن الـ52 عظمة في قدميّ تؤلمني بشدة حاليا من كثرة الحركة، إلا أنني أستمتع بهذه النعمة الرائعة. والمشكلة الكبرى هي أن في كل مرة أمشي فيها، حتى على الأرصفة عند توفرها، أعاني من التعرض لجرعة لا بأس بها من الرعب بسبب السيارات التي تسير حاملة كميات هائلة من الطاقة الكافية لتحويل تجربة المشي الجميلة إلى كارثة. والعجيب هو عدد السائقين الذين لا يترددون في استخدامات هواتفهم المحمولة لإرسال واستقبال الرسائل وإجراء المكالمات بكل أريحية وبدون الاكتراث بالمخاطر العظيمة التي يعرضون البشر لها، وبالذات المشاة الغلابى.
أمنيـــة
كلمة (كعابي) معناها الحركة باستخدام الأقدام ومصدرها الدفع باستخدام كعب القدم. وكانت في السابق هي أداة الحركة الرئيسة في كل مكان إلى أن أتت هيمنة السيارة لتغير شخصية المدن وعلاقتنا بشوارعها. أتمنى أن نتذكر أن الإنسان، قبل السيارة، هو أساس التخطيط والتصميم العمراني. ولا يكفي أن نتذكر ذلك بل يجب أن نفعّله.. بمشيئة الله وهو من وراء القصد.
وفي الواقع فلو راقبت آلية المشي العادي جدا، التي قد تبدو وكأنها «تحصيل حاصل» ستجد فيها العديد من جوانب الإعجاز. وربما نبدأ بكونها تكاد أن تكون كارثة ديناميكية تجعلنا عبيدا للجاذبية، وتجعل نسبة السقوط أرضا أعلى بكثير من الوضع الحالي وهذا من ألطاف الله علينا. سبحان الله أن كل خطوة هي معجزة. وبالرغم من روائع المشي الكثيرة، كونه بإرادة الله معجزة هندسية لا نفكر في أبعادها، وكونه من أعظم أنواع الرياضة لمختلف الأعمار، وكونه من أنظف وسائل النقل، إلا أن بعض الجهات المعنية لا تعترف بكل هذا. ومن يحكم عليها بأعمالها قد يحسب أنها من أعداء المشي. أنظر في معظم المدن، وستجد أن المشاة (غلابى) بمعنى الكلمة، يضطرون إلى منافسة السيارات للحصول على «حق الطريق»، والسيارات تغلبهم دائما، ليس فقط بحكم حجمها وقوتها وكأنها «دهّل الطريق»، ولكن الأهم من كل هذا أن لها أقوى الحلفاء وهم المصممون، والمخططون، والبلديات المختلفة التي تعطي حق الحركة للسيارات قبل المشاة وكأن مدننا صممت وشيدت لخدمة السيارات قبل البشر.
أمارس بلطف الله هواية المشي يوميا، وبالرغم أن الـ52 عظمة في قدميّ تؤلمني بشدة حاليا من كثرة الحركة، إلا أنني أستمتع بهذه النعمة الرائعة. والمشكلة الكبرى هي أن في كل مرة أمشي فيها، حتى على الأرصفة عند توفرها، أعاني من التعرض لجرعة لا بأس بها من الرعب بسبب السيارات التي تسير حاملة كميات هائلة من الطاقة الكافية لتحويل تجربة المشي الجميلة إلى كارثة. والعجيب هو عدد السائقين الذين لا يترددون في استخدامات هواتفهم المحمولة لإرسال واستقبال الرسائل وإجراء المكالمات بكل أريحية وبدون الاكتراث بالمخاطر العظيمة التي يعرضون البشر لها، وبالذات المشاة الغلابى.
أمنيـــة
كلمة (كعابي) معناها الحركة باستخدام الأقدام ومصدرها الدفع باستخدام كعب القدم. وكانت في السابق هي أداة الحركة الرئيسة في كل مكان إلى أن أتت هيمنة السيارة لتغير شخصية المدن وعلاقتنا بشوارعها. أتمنى أن نتذكر أن الإنسان، قبل السيارة، هو أساس التخطيط والتصميم العمراني. ولا يكفي أن نتذكر ذلك بل يجب أن نفعّله.. بمشيئة الله وهو من وراء القصد.