-A +A
متعب العواد (حائل)

اختار وزير الصحة الجديد الدكتور توفيق الربيعة «تغريدة» ربما تكون «الدواء» وبوابة العبور إلى أوجاع وآمال المواطنين، فبعد 116 ساعة من الأمر الملكي رقم 134 من جملة أوامر ملكية، نفض الوزير مخاوف الآلام وغرد مع المواطنين تغريدة ربما تكون كالمهند القاطع أو الدواء النافع ومبدداً من أن يصبح الدواء مصدرا للداء، وما بين الدواء والداء نداء له يقول «حبة الدواء في وزارتك الجديدة.. تحولت لرحلة طويلة لمن استطاع إليها سبيلاً».

لم يدر في خلد الطالب السعودي القادم من الرياض شاباً متحفزاً للمستقبل في كلية علوم المعلومات في جامعة بيتسبورج الأمريكية أن يكون وزيراً للصحة في يوم من الأيام، وأن تكون جامعته الأمريكية هي مصدر حدث تاريخي في الطب العالمي، حين اكتشف العالم جوناس سالك لقاحا لمرض شلل الأطفال عام 1957، كان متحف الجامعة يكشف للطلاب الأجانب تاريخ علماء جامعتهم ومن بينهم الشاب السعودي.

تعود حكاية سالك لعام 1916 عندما بلغ عدد المصابين بشلل الأطفال في الولايات المتحدة 27 ألف طفل أمريكي، كان أشهرهم الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية روزفلت، وبعدما فشلت دور الطب والمختبرات في إيجاد «دواء» لهذا «الداء» انطلق جوناس للصحف الأمريكية لإيجاد «تواصل اجتماعي» مع أهالي الأطفال والمصابين ليستمع لوصف المرض ومعاناة الحوامل، فقدم له بعد عامين 27 ألف حالة مكتوبة من وصفات ومقترحات أهالي الأطفال، فكان المنجز الطبي الذي أوقف هجرة الأمريكان للعلاج في ألمانيا.

اليوم وزير الصحة يختار تقنية المنصات، وهي التقنية التي درسها في تخصصه الدقيق (Platform technology)، لرصد مقترحات «الدواء» من عقول المجتمع، متجاوزين معه كل الحواجز الجغرافية، سعيا وراء تحقيق جودة طبية لوزير حقق العلامة الكاملة في الحوكمة الإلكترونية في وزارة التجارة للوصول إلى المستفيدين، والتأكد من أن الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوبة قد تم الوفاء بها في إطار «رؤية المملكة 2030».

الوزير المعلوماتي في علوم الرياضيات والبرمجيات يحفظ جيداً مقولة مؤسس جامعته بيتسبورج الموضوعة في بهو كليته لكاتبها هيغ هنري التي تقول: «نعلم جميعا أن قوة الدول تقوم أساسا على القدرات العقلية الفائقة لسكانها».

الدكتور توفيق الربيعة بدأ مهمة دراسة خواص «الداء» و«الدواء» في وزارته المثقلة بالآلام والأوجاع نحو تجهيز إنتاج الدواء وبثه لكل مناطق المملكة، بعدما أنصت لتشخيص ومعالجة الداء، فنقل الدواء من نقطة دخوله إلى الوزارة إلى المواطن يحتاج لامتصاص البيروقراطية السلبية وتحويلها للبيروقراطية الإيجابية التي تخترق الأغشية المترهلة في وزارة ترفض الدخول إلى قلوب المواطنين، فالدواء الذي يؤخذ عن طريق «تغريدة» يحتاج إلى أن يتفكك ثم ينحل ثم يمتص من مركزية القرار نحو صحة وطنية تواكب القرن الحادي والعشرين، تنطوي على ضمان المساواة في الحصول على خدمات الرعاية الأساسية وعلى الوقوف بشكل جماعي لمواجهة الأخطار.