إنشاء هيئة عامة للترفيه مفاجأة مثيرة للاهتمام ضمن عناوين المرحلة المقبلة مع الرؤية الجديدة وأهدافها للتنمية الاقتصادية والبشرية. فالترفيه بمثابة أوكسجين للحياة يخفف من ضغوطها ومن أفكار وحواجز أقصت مظاهر كثيرة للترويح الجميل عن النفس، والترفيه النظيف بمعناه الواسع والإيجابي الذي لا مكان فيه لتضييق يخنق حب الحياة السوية ويتسلل منه أعداء الحياة.
فالترفيه بات صناعة أدركتها دول كثيرة منذ زمن، بينما حشرناه لزمن في (زحليقة ومرجيحة) وحتى معظم الاستثمارات الحالية لم تفكر خارج الصندوق، فقط تحديث وتنويع (الزحاليق والمراجيح) وكأن الترفيه على أهميته، هو فقط للأطفال وليس حقا للكبار؛ رجالا ونساء، وللشباب الذين لايجدون أمامهم سوى المقاهي قديما ثم الكوفي شوب وإدمان شبكات التواصل، بينما الترفيه في حقيقته ثقافة وفنون للسعادة، واستثمارات هادفة متنوعة أجادته دول جاذبة للسياحة لا تترك صغيرة ولا كبيرة من المرافق والخدمات واستراحات ومطاعم وموتيلات وبرامج ترفيهية للجميع بأسعار متنوعة، وحقوق ترفيهية مميزة لذوي الاحتياجات الخاصة.
لهذا لا نستغرب أن يسافر ملايين السعوديين لينفقوا حسب التقديرات ما يعادل متوسط 80 مليار ريال كل عام في دول كثيرة، رغم ما لدينا من تنوع جغرافي ومناخي وإمكانات استثمارية، تقابلها رغبة ملايين المواطنين والمقيمين في ترفيه متنوع أفضل، ومؤشر ذلك ما حققه موسم السياحة الداخلية الأخيرة من عائدات تجاوزت 11 مليار ريال.
المهمة كبيرة أمام (الهيئة العامة للترفيه) ولقطاع الاستثمار السياحي لوضع رؤية طموحة وبصمات عملية لإيجاد ترفيه حقيقي يقنع الناس أكثر ليس فقط في مناطق السياحة ومواسمها، إنما على الطرق السريعة لراحة المسافرين، وداخل المدن لترطب حياة سكانها وجلب السعادة ببرامج ترفيهية وخدمات فندقية وطبية وغذائية متنوعة لكافة الشرائح، لتحقيق مستوى أفضل من السعادة وطرد شبح الملل من جفاف الحياة وضيق مجالات الترفيه خارج المولات.
الهيئة الوليدة ستكون معنية بتغذية وفتح شرايين أوسع وأكثر تنوعا للترفيه، ليكون ثقافة استثمار وحياة أكثر سعادة، بل ونشر الدراسات المهتمة بهذه الثقافة الحياتية، وهذا يتطلب دروا مكملا من هيئة الثقافة الوليدة أيضا لضخ قنوات جديدة للترفيه ذات طابع إبداعي ثقافي ترويحي وتوعوي كدور السينما والمسارح التي يقبل عليها سائحونا بالخارج، ومثل هذه الخطوة الشجاعة تستدعي تحفيز الإنتاج المحلي للفنون وبلورة رؤية لدورها وضوابطها.
بقيت نقطة مهمة وهي برامج السياحة التاريخية والترويحية لملايين الحجاج والمعتمرين بعد أداء المناسك للتعرف على الآثار الإسلامية، وقد حققت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خطوات كبيرة لتأهيل المواقع الأثرية بمختلف المناطق، ولدينا ثروة تراثية عظيمة يمكن إتاحتها للزائرين في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة كالعلا وبدر وجدة والطائف المأنوس، ليقضوا في هذه المناطق أوقاتا تسعدهم ويتعرفوا على مهد التاريخ الإسلامي في بلادنا، ويتمتعوا بخدمات وبرامج ترويحية يحتاجونها وذكريات أوسع يسجلونها قبل سفرهم، وفي نفس الوقت جلب رصيد إضافي كبير لاقتصاديات قطاع واسع يعمل في هذه المجالات.
المحصلة المهمة أيضا في صناعة الترفيه توفير آلاف فرص عمل محترمة باتت مرغوبة من الشباب من كافة المستويات، وبدلا من السفر طلبا للترفيه يصبح شبابنا صانعا لهذه الثقافة وخدماتها في بلادنا من خلال عملهم ومشروعاتهم الصغيرة، وفي هذا استقرار أفضل ودخل أحسن وحرص أكبر على الحياة وعلى النجاح، وهي مهمة صعبة أمام الهيئة لكنها ليست مستحيلة.
iikutbi@gmail.com
فالترفيه بات صناعة أدركتها دول كثيرة منذ زمن، بينما حشرناه لزمن في (زحليقة ومرجيحة) وحتى معظم الاستثمارات الحالية لم تفكر خارج الصندوق، فقط تحديث وتنويع (الزحاليق والمراجيح) وكأن الترفيه على أهميته، هو فقط للأطفال وليس حقا للكبار؛ رجالا ونساء، وللشباب الذين لايجدون أمامهم سوى المقاهي قديما ثم الكوفي شوب وإدمان شبكات التواصل، بينما الترفيه في حقيقته ثقافة وفنون للسعادة، واستثمارات هادفة متنوعة أجادته دول جاذبة للسياحة لا تترك صغيرة ولا كبيرة من المرافق والخدمات واستراحات ومطاعم وموتيلات وبرامج ترفيهية للجميع بأسعار متنوعة، وحقوق ترفيهية مميزة لذوي الاحتياجات الخاصة.
لهذا لا نستغرب أن يسافر ملايين السعوديين لينفقوا حسب التقديرات ما يعادل متوسط 80 مليار ريال كل عام في دول كثيرة، رغم ما لدينا من تنوع جغرافي ومناخي وإمكانات استثمارية، تقابلها رغبة ملايين المواطنين والمقيمين في ترفيه متنوع أفضل، ومؤشر ذلك ما حققه موسم السياحة الداخلية الأخيرة من عائدات تجاوزت 11 مليار ريال.
المهمة كبيرة أمام (الهيئة العامة للترفيه) ولقطاع الاستثمار السياحي لوضع رؤية طموحة وبصمات عملية لإيجاد ترفيه حقيقي يقنع الناس أكثر ليس فقط في مناطق السياحة ومواسمها، إنما على الطرق السريعة لراحة المسافرين، وداخل المدن لترطب حياة سكانها وجلب السعادة ببرامج ترفيهية وخدمات فندقية وطبية وغذائية متنوعة لكافة الشرائح، لتحقيق مستوى أفضل من السعادة وطرد شبح الملل من جفاف الحياة وضيق مجالات الترفيه خارج المولات.
الهيئة الوليدة ستكون معنية بتغذية وفتح شرايين أوسع وأكثر تنوعا للترفيه، ليكون ثقافة استثمار وحياة أكثر سعادة، بل ونشر الدراسات المهتمة بهذه الثقافة الحياتية، وهذا يتطلب دروا مكملا من هيئة الثقافة الوليدة أيضا لضخ قنوات جديدة للترفيه ذات طابع إبداعي ثقافي ترويحي وتوعوي كدور السينما والمسارح التي يقبل عليها سائحونا بالخارج، ومثل هذه الخطوة الشجاعة تستدعي تحفيز الإنتاج المحلي للفنون وبلورة رؤية لدورها وضوابطها.
بقيت نقطة مهمة وهي برامج السياحة التاريخية والترويحية لملايين الحجاج والمعتمرين بعد أداء المناسك للتعرف على الآثار الإسلامية، وقد حققت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خطوات كبيرة لتأهيل المواقع الأثرية بمختلف المناطق، ولدينا ثروة تراثية عظيمة يمكن إتاحتها للزائرين في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة كالعلا وبدر وجدة والطائف المأنوس، ليقضوا في هذه المناطق أوقاتا تسعدهم ويتعرفوا على مهد التاريخ الإسلامي في بلادنا، ويتمتعوا بخدمات وبرامج ترويحية يحتاجونها وذكريات أوسع يسجلونها قبل سفرهم، وفي نفس الوقت جلب رصيد إضافي كبير لاقتصاديات قطاع واسع يعمل في هذه المجالات.
المحصلة المهمة أيضا في صناعة الترفيه توفير آلاف فرص عمل محترمة باتت مرغوبة من الشباب من كافة المستويات، وبدلا من السفر طلبا للترفيه يصبح شبابنا صانعا لهذه الثقافة وخدماتها في بلادنا من خلال عملهم ومشروعاتهم الصغيرة، وفي هذا استقرار أفضل ودخل أحسن وحرص أكبر على الحياة وعلى النجاح، وهي مهمة صعبة أمام الهيئة لكنها ليست مستحيلة.
iikutbi@gmail.com