-A +A
أروى المهنا (الرياض)
هل الكتاب الورقي الآن في فترة أفول أم أن الإقبال على معارض الكتاب على امتداد الوطن العربي والعالم أثبت عكس ذلك! يتحدث لـ «عكاظ» مثقفون وكتاب حول هذا الإشكال، منهم الكاتب والناقد الروائي هيثم حسين، معبرا «لا يخفى أنّ وسائل الاتصال الحديثة أثّرت بشكل ما على الكتاب، وظهر القارئ الإلكتروني الذي يتمتع بمزايا لافتة تمنح مستخدمها مرونة كبيرة على الحركة والتخزين والقراءة، والقارئ الإلكتروني يمكن له أن يجمع مكتبة كبيرة في جهاز صغير، يكون موازياً للكتاب الورقي، وفي بعض الأحيان يعوّض عنه، في حال التنقل والاضطرار لنقل عدد كبير من الكتب، وهذا ما حصل معي في تنقلاتي بين عدة مدن ودول، لذلك وجدت فيه حلاً موقّتاً ومريحاً، لكن هذا لا يعني أنّ الكتاب الورقيّ في حالة خطر أو أفول، أو أنّه في طريقه إلى التوقف، ويشهد على ذلك حركة النشر الكبيرة في العالم العربي».
فيما يضيف الشاعر العراقي سلمان داود محمد أنه «ستزول الكتب بزوال الأشجار، باعتبار أن الكتاب الورقي ينحدر من أصل نباتي، من الصعب فعلاً أن نتصور الحياة بلا خضرة قابلة للكتب»،

ولم تذهب بعيداً الكاتبة والشاعرة همسة يونس مشيرة إلى أن «التسارع رهيب في تطور الكتب الالكترونية، إلا أنني مازلت من أنصار الكتاب الورقي، فأنا أؤمن بأن القراءة الأجمل والأعمق تتحقق حين تنشأ علاقة حب ووفاء بيننا وبين الكتاب وأوراقه ونبض عطرها الذي يصبح أكثر عذوبة كلما تقادم الزمن عليها، وانطلاقاً من ذلك المبدأ حرصت بقوة على أن أنشئ تلك العلاقة الروحية الدافئة بين أطفالي والكتاب الورقي لتبقى متجذرة عميقاً في أرواحها، قد ألجأ إلى تصفح كتاب ما إلكترونياً لإلقاء نظرة على مستوى ونوعية المحتوى، لكنني أبداً لا أستطيع أن أمارس فعل «القراءة الحقيقية» إلكترونيا، فالقراءة الحقيقية تتعدى كونها مروراً على الكلمات كمرور عابر سبيل، لذلك أرى أن الكتاب الورقي مازال صامداً رغم كل ما يواجهه من منافسات تحاول أخذ مكانته، إلا أنه سيظل صاحب المكانة الأعلى والأهم وسيبقى هو المتصدر حينما نتحدث عن القراءة في مفهومها الحقيقي والعميق».