وسائل التواصل الاجتماعي - وفي مقدمتها تويتر- هي المنافذ الجديدة للتعبير عن الذات. فمن خلالها تنكشف ذواتها على طبيعتها وفطرتها دون أقنعة أو أدوات تجميل، بكل ما تحمله من رغبة في التباهي والتفاخر والتطاول وحب الظهور والهياط بكل أشكاله وأنواعه وألوانه.
صحيح أن صناعة وسائل التواصل منذ بدايتها نشأت على فكرة نشر الأخبار الذاتية للفرد والتعبير عنه وعن أفكاره، ولكن وضعت أدبيات للظهور أمام العلن تضبط آلية الاستخدام. بعض تلك الأدبيات أخذ الشكل القانوني، والبعض الآخر أخذ الشكل العرفي والأخلاقي.
وسائل التواصل الاجتماعي تكشف الناس على طبيعتهم. وأكثر ما تحرض عليه هو إظهار السذاجة والسخافة والسطحية، وربما بعدم ضبط النفس، تظهر العجرفة والتكبر واحتقار الآخرين والاستخفاف بهم.
الأغلبية ترتكب هذا الخطأ وتمارس هذا التهور الأدبي مع سبق الإصرار. فالكل يكتب كل ما يخطر على باله وكل ما يمر به في حياته، وأصبحت صور السيلفي منفلتة تماما، فهي تؤخذ لكل شيء، وعلى كل شيء، وفي كل شيء، وكأن الجميع -دفعة واحدة- تنازل عن الخصوصية لصالح إغراءات الظهور بالأجمل والأحسن والأفضل.. واكتفى من أعماله وسلوكه الشخصية بواقع افتراضي يغنيه عن الواقع الحقيقي الذي لا يرتبط بالصورة الافتراضية.
الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها جميعا: ماذا يستفيد القارئ عندما نخبره بأننا أكلنا في مطعم فاخر؟ وماذا يستفيد عندما نخبره أننا اشترينا سيارة جديدة؟ أو سافرنا إلى بلد ما؟ أو حضرنا مناسبة ما؟.. والقائمة تطول. الجواب على كل هذه الأسئلة هو: لا شيء. لا الفائدة سوى إشباع رغبات حب الظهور والتفاخر والأفضلية لمن يُرسل مثل تلك الرسائل. وكأن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى مصحة نفسية افتراضية كبرى.
نسينا أن الأدبيات تقول: لا تتحدث عما جلبت لأبنائك، فربما كان بين المستمعين طفل يتيم. ولا تتحدث عن النجاحات فربما كان من بين المستمعين من أخفق.. ولا تتحدث عن غناك فربما كان بينهم فقير أو عن صحتك فربما كان بينهم مريض.. وقس على ذلك.
لو فتحنا الجوال الذكي الآن ونظرنا إلى الرسائل في الوسائل المختلفة، لوجدناها -بشكل مباشر أو غير مباشر- مليئة بالتباهي والهياط وحب الظهور الموسوم بالاضطراب النفسي.
علينا جميعا أن نتعلم كيف نعبّر عن أنفسنا.. وأن نتعلم مهارة متى نصمت ومتى نرحل.
هذا الكلام لن يعجب البعض ممن يريدون أن تبقى أرجل الجميع في الوحل ليصبح لسلوكياتهم تبرير جماعي.
صحيح أن صناعة وسائل التواصل منذ بدايتها نشأت على فكرة نشر الأخبار الذاتية للفرد والتعبير عنه وعن أفكاره، ولكن وضعت أدبيات للظهور أمام العلن تضبط آلية الاستخدام. بعض تلك الأدبيات أخذ الشكل القانوني، والبعض الآخر أخذ الشكل العرفي والأخلاقي.
وسائل التواصل الاجتماعي تكشف الناس على طبيعتهم. وأكثر ما تحرض عليه هو إظهار السذاجة والسخافة والسطحية، وربما بعدم ضبط النفس، تظهر العجرفة والتكبر واحتقار الآخرين والاستخفاف بهم.
الأغلبية ترتكب هذا الخطأ وتمارس هذا التهور الأدبي مع سبق الإصرار. فالكل يكتب كل ما يخطر على باله وكل ما يمر به في حياته، وأصبحت صور السيلفي منفلتة تماما، فهي تؤخذ لكل شيء، وعلى كل شيء، وفي كل شيء، وكأن الجميع -دفعة واحدة- تنازل عن الخصوصية لصالح إغراءات الظهور بالأجمل والأحسن والأفضل.. واكتفى من أعماله وسلوكه الشخصية بواقع افتراضي يغنيه عن الواقع الحقيقي الذي لا يرتبط بالصورة الافتراضية.
الأسئلة التي يجب أن نجيب عنها جميعا: ماذا يستفيد القارئ عندما نخبره بأننا أكلنا في مطعم فاخر؟ وماذا يستفيد عندما نخبره أننا اشترينا سيارة جديدة؟ أو سافرنا إلى بلد ما؟ أو حضرنا مناسبة ما؟.. والقائمة تطول. الجواب على كل هذه الأسئلة هو: لا شيء. لا الفائدة سوى إشباع رغبات حب الظهور والتفاخر والأفضلية لمن يُرسل مثل تلك الرسائل. وكأن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى مصحة نفسية افتراضية كبرى.
نسينا أن الأدبيات تقول: لا تتحدث عما جلبت لأبنائك، فربما كان بين المستمعين طفل يتيم. ولا تتحدث عن النجاحات فربما كان من بين المستمعين من أخفق.. ولا تتحدث عن غناك فربما كان بينهم فقير أو عن صحتك فربما كان بينهم مريض.. وقس على ذلك.
لو فتحنا الجوال الذكي الآن ونظرنا إلى الرسائل في الوسائل المختلفة، لوجدناها -بشكل مباشر أو غير مباشر- مليئة بالتباهي والهياط وحب الظهور الموسوم بالاضطراب النفسي.
علينا جميعا أن نتعلم كيف نعبّر عن أنفسنا.. وأن نتعلم مهارة متى نصمت ومتى نرحل.
هذا الكلام لن يعجب البعض ممن يريدون أن تبقى أرجل الجميع في الوحل ليصبح لسلوكياتهم تبرير جماعي.