-A +A
عبدالله آل هتيلة (الرياض)
أثبتت السياسة السعودية الخارجية، ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، أنها ترتكز على نصرة الحق، والوقوف إلى جانب الأشقاء العرب والمسلمين، وفق رؤى واضحة، وثوابت لا تحيد عنها، مع تجاهلها كل من تتعارض مصالحهم مع توجهات العمل العربي والإسلامي المشترك. ولعل الشواهد كثيرة ولا ينكرها إلا جاحد ومكابر تزعجه كثيرا هذه النجاحات التي جاءت نتاج حكمة وحنكة سلمان الحزم والعزم، الذي تصدى لمعالجة كثير من الملفات الإقليمية والعالمية في فترة قصيرة جدا، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب بجهد جماعي، من طريق التحالفات العربية والإسلامية، وبعد أن لبت أكثر من 37 دولة النداء السعودي، منطلقة في ذلك من إيمانها أن المشاركة في التصدي للإرهاب واجب على كل دولة تسعى لإرساء السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار للشعوب.

الرياض تخنق طهران
ومنذ أن تولى الملك سلمان مقاليد الحكم، توجهت الأنظار صوب العاصمة السعودية الرياض، التي احتضنت مؤتمرات عربية وإسلامية تدعو إلى السلام والتعايش ومواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار العالم، واستقبلت قادة وزعماء دول عالمية، جاءوا ليباركوا الخطوات الجريئة التي اتخذتها السعودية لمعالجة الأوضاع في سورية واليمن، ومواجهة الإرهاب وملاحقة رموزه، وهم يدركون أن السعودية في عهد سلمان تسعى جاهدة إلى إطفاء نار الفتنة، وإحلال السلام، وحماية شعوب العالم من شر كل من يسعون إلى الفتنة وزرع الفرقة بتدخلاتهم السافرة والفاضحة في الشؤون الداخلية لبعض الدول، وتحديدا الخليجية، ولأن السياسة السعودية أحكمت قبضتها بعدالتها ومبادئها على جميع الملفات العربية والإسلامية، وكسبت احترام الدول والشعوب، بعد هذا الحراك غير المسبوق، أصيبت طهران التي ما زالت تزرع الفوضى وتصدرها للخارج، بخيبة أمل، وحال من القلق، فلجأت بائسة إلى سوق مزيد من الاتهامات للسعودية، التي لم تنسق خلف هذه الهرطقات، التي تعود عليها النظام الإيراني، تاركة لرؤساء الدول والشعوب تقييم السلوك الإيراني، إلى أن نجحت الرياض بـ«سلامها وعدالتها» في خنق طهران التي عرفت «بإرهابها وتدخلاتها».


ترنح النظام الإيراني
ولقد ثبت للعالم أن إيران فشلت أكثر من أي وقت مضى في تحقيق أهدافها العدائية للنيل من سمعة ومكانة السعودية، بل وأخفقت في التأثير على أمنها واستقرارها، ولعل ما يجعل طهران تغرق أكثر هو «حنقها» من سياسة «التسفيه» التي تتخذها السعودية في التعامل مع غباء رموز النظام الإيراني، الذي سقط ودق آخر مسمار في نعش علاقاته بالشعب الإيراني، الذي استفاق على كثير من الحقائق، المتمثلة في سلوكيات النظام الإيراني اللاأخلاقية، وممارساته التي يسعى من خلالها إلى إيجاد ثغرات ينفذ من خلالها لزرع الفتنة الطائفية، والترويج لأعماله الإجرامية، وآخرها محاولته اليائسة «تسييس» فريضة الحج، اعتقادا من أركانه أنهم سيحققون مكاسب سياسية يجابهون بها حرص السعودية وتأكيداتها على أنها قيادة وحكومة وشعبا ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وإيضاحها أن قرار منع المواطنين الإيرانيين من القدوم للحج يعود إلى المسؤولين الإيرانيين، الذين سيكونون مسؤولين أمام الله وأمام العالم أجمع، وتأكيد رفضها المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس فريضة الحج.