-A +A
مصطفى الفقيه
لا جديد ولا حديث في المجالس وحديث الناس إلا عن عودة المارد الأخضر وقوة شكيمة وهيمنة مستوى لاعبي النادي الأهلي وما قدمته فرقة الرعب الخضراء خلال هذا الموسم من مهارة وإبداع وعودة الروح والقتالية ووضوح شخصية الفريق البطل في كل الاستحقاقات، وجاء الإنصاف وأتت العدالة لأصحاب الحق وقدمت لهم ما اجتهدوا عليه وبذلوا العمل الجاد والتركيز العالي والحضور الذهني وحققوا بطولة دوري جميل باقتدار واستحقاق خصوصا في اللقاءين المفصليين اللذين سبقا مباراة التتويج، وكان نجوم الفريق يقدمون دروسا في فنون الكرة أشبه ما توصف بأنها كرنفال رياضي ومهرجان كروي اختتم الحضور الطاغي لما ظهر به خلال الخمس سنوات الماضية وكان لزاما على الحق أن يقول كلمة الحسم وأن البطولة عادة لا تتسع إلا لواحد وهو الأهلي.
اليوم البطل هو الأهلي والأفراح والليالي الملاح لا ولم ولن تتوقف، والمطالبات بضم الثنائية حديث المحبين والعشاق، كيف لا والفريق يتسيد الموقف ويتفق الجميع على علو كعبه لا سيما هو الذي جندل الأربعة الكبار في الدوري وفي كأس الملك حتى تأهل إلى المباراة الختامية التي ينتظرها بشغف وشوق أنصار الفريق ليزفوا عشقهم بطلا لهذه الكأس الغالية للمرة الثالثة في إنجاز ملكي غير مسبوق ويعيدوا للتاريخ والجغرافيا المشهد مرة أخرى حينما جمع الأهلي الدوري والكأس كأول ناد سعودي بطلا للدوري والكأس في عامي 1969، 1978.
فالأهلي في نظر عشاقه وأنصاره لا ينافسه أحد ويمتلك كتيبة من أفضل وأمهر اللاعبين، وفريقا قويا ومتكاملا في كل مراكزه، ولديه مدرب محنك أعاد للأذهان شخصية الأهلي المرعب الذي تهابه كل الفرق، تدعمه إدارة متمرسة أعدت «جيشا» يجمعهم حب الأهلي ولديهم القدرة على تطويع كل المقدرات وتذليل كافة الصعوبات وإيجاد مناخ مناسب وبيئة جاذبة لكل ما من شأنه الاستقرار والعمل الجاد وتحقيق تطلعات عشاقه المجانين بحب الأهلي، هذا المدرج المرعب الذي تغنت بإبداعاته وأولوياته وأهازيجه المواقع الرسمية والراصدة لفنون الكرة في العالم، وأشاد به كل معلقي ومحللي شاشات التلفزة الذين ما انفكوا من الحديث في كل مساء يكون الملكي طرفا في نزالات الكرة المستديرة.
تبقى على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أربعة أيام وشركة صلة المسؤولة عن بيع تذاكر اللقاء تكيل بمكيالين، حيث ظهرت العشوائية في طرح التذاكر، فتارة تقفل موقع مكاني وتارة أخرى تحدد أسعار التذاكر بقيمة مالية عالية جدا، ووصل سعر المنصة الذهبية (في المنتصف) 3000 ريال وحجب فئة المنصة الفضية دون سابق إنذار وبلا مبرر مقنع، وزادت على ذلك بنفاد ما يزيد على 90 % من إجمالي التذاكر، حيث أعلنت أن مجموع ما تم شراؤه حتى اليوم يتجاوز الـ45500 تذكرة، الأمر الذي سبب استياء الجماهير المتعطشة من الأهلاويين الراغبين في حضور ومؤازرة فريقهم في النهائي المنتظر.

ومضة:
أتظن أنك قد طمست هويتي ومحوت تاريخي ومعتقداتي
عبثا تحاول لا فناء لثائر أنا كالقيامة ذات يوم آت