-A +A
كتب: خالد سيف
الفلوجة المدينة العراقية الصغيرة الجاثمة على صدر الفرات تخلى عنها العالم منذ أن قررت أعظم قوة عسكرية واقتصادية في العالم أن تتخذ منها عدوا.. بعد أن لفظت الغزو عام 2004 وكانت عصية لذلك استخدم الفوسفور الأبيض لتطويعها .. الفلوجة المدينة المتمردة والمتذمرة والتي حرقت بساتينها ودمرت منازلها وشرد سكانها، أصبحت الأكثر شهرة بين مدن العالم .. ويحشد أصحاب الأجندة الطائفية من العراقيين وأعوانهم الإيرانيون ضدها .. تحت ذريعة محاربة الإرهاب متسلحين بذرائع رخيصة لخوض حرب طائفية انتقامية .. ومحو معالم المدينة التي تعرف بمدينة المساجد في محاولة عبثية للقيام بعمليات تطهير مذهبي لإلغاء التاريخ .. بينما العناوين الرئيسية الظاهرة ( تحرير المدينة من تنظيم داعش ) ولكن ستفشل النوايا في تحقيق ما أخفقت فيه جيوش الغزاة سابقا، اذا ماحملت صفة الخبث الطائفي بدعم عملاء مستترين ..
ويترقب المتابعون للأحداث في العراق تفاصيل المعركة ونتائجها، بعيدا عن التطرق للضحية الرئيسية وهم المدنيون الذين لاحول لهم ولاقوة .. ولم يختاروا مصيرهم أو يصطفوا خلف أي خندق ويخشى المتابعون من تكرار جرائم وثقت سابقا في محافظتي ديالى وصلاح الدين بعد دخول ميليشيات الحشد الشعبي للانتقام من المدنيين .. الذين لم يعطوا الوقت الكافي للخروج عبر الممرات الآمنة التي أعلن عنها نظرا لانطلاق المعركة بعد ساعات من النداء .. الأمر الذي يفسر أن العملية ممنهجة وتحمل عنوانا انتقاميا .. من قبل ميليشيات الحشد التي تحيط بالمدينة لممارسات البطش وارتكاب جرائم حرب .. ويذهب عدد من المراقبين إلى أن إعلان عملية تحرير الفلوجة في هذا التوقيت ربما يأتي تغطية للفشل الذي يخيم على المشهد السياسي في بغداد.