-A +A
عبدالله آل يحيى (أبها)
تتفاقم آلام المرضى في قسم الطوارئ بمستشفى عسير المركزي، لانتظارهم فيه ساعات طوالا، للازدحام الشديد، ومن تبتسم له الظروف ويتنوم فيه، يمكث أياما عدة في وضع سيئ، ريثما يجد سريرا شاغرا في الأقسام الداخلية أو وحدة العناية المركزة.
وعزف عدد من المرضى عن مراجعة المستشفى للمعاناة التي يعيشونها فيه، مفضلين التوجه إلى العيادات الطبية الخاصة رغم الاستنزاف المالي الذي يتعرضون له فيها.

وبين عبدالله أحمد محمد أن محاولاته في الحصول على سرير في العناية المركزة لوالده المنوم في الطوارئ لم تجد نفعا، على الرغم من تدهور صحته ودخوله في غيبوبة، مشيرا إلى أنه بعد أيام عدة وجدوا سريرا شاغرا في قسم الباطنية إلا أن الطبيب المعالج أصر أن يتنوم في العناية المركزة وأعادهم لمربع الانتظار الأول -على حد تعبيره.
ورأى علي فائع ساعات الانتظار في غرف الطوارئ بمستشفى عسير تفاقم آلام المرضى، لافتا إلى أنه أحضر زوجته المريضة في الصباح الباكر وحين لم يعاينها أي طبيب حتى بعد الظهر أضطر إلى نقلها لمستشفى خاص على الرغم من التكاليف الباهظة التي تكبدها لعلاجها.
وأكد محمد عائض أن قريبه اضطر للبقاء في قسم الطوارئ في المستشفى ما يزيد على أسبوعين، واصفا هذا الأمر بـ «المزعج» للمريض ومرافقيه وزواره، خصوصا أن المكان مزدحم بالمرضى والحالات الحرجة التي تدخل من يراها في حالة اكتئاب الشديد.
وروى محمد سعيد تفاصيل معاناته في أقسام الطوارئ بمستشفى عسير المركزي، مشيرا إلى أن غالبية المرضى يشكون من تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم، نظرا للازدحام الشديد والحالات الحرجة، ما يصعب من مهمة الكادر الطبي في تقديم الرعاية الصحية لهم.
في المقابل، أرجع المتحدث الإعلامي باسم صحة منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير الازدحام في طوارئ مستشفى عسير المركزي، إلى تدفق المراجعين إليه من المستشفيات الطرفية في المنطقة، إضافة إلى استقباله حالات من المناطق المجاورة، مبينا أنه يعمل في الطوارئ 16 طبيبا وأكثر من 30 ممرضا وممرضة، في كل فترة خلال الـ 24 ساعة. وأوضح أن الكادر الطبي يفرز الحالات المستعجلة والخطيرة ومعالجتها سريعا، ويؤجل الحالات الباردة التي من المفترض أن تقدم لها الخدمات العلاجية عن طريق مراكز الرعاية الصحية في الفترة الصباحية والمراكز المناوبة في الفترة المسائية وليس من قبل الطوارئ.
وأكد النقير أن الأولوية تعطى للحالات الطارئة والحرجة والحوادث المحولة من المستشفيات الطرفية، موضحا أن السعة السريرية لقسم الطوارئ بمستشفى عسير تصل إلى 54 سريرا تمثل أقسام الفرز والعيادات المستعجلة وغرف العلاج والملاحظة وقسم الإنعاش والإصابات، لافتا إلى أن جميع العاملين في الطوارئ من الممارسين الصحيين من ذوي الكفاءات المتميزة والحاصلين على التصنيف المهني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وذكر النقير أن قسم الطوارئ في مستشفى عسير يستقبل نحو 400 مراجع يوميا وسجل العام الماضي استقبال 141887 مريضا ومراجعا.