-A +A
طارق الزرعوني
خاصرة الجزيرة العربية، القرن العربي، مهد العروبة.. تختلف المسميات والمعنى واحد والحقيقة لا تتجزأ، اليمن.. إنه الجزء الأهم في الجزيرة العربية وعمق استراتيجي أمني تاريخي لا يمكن التغاضي عما يجري فيه، وهو بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي عضو تحت المجهر.
لست بصدد التطبيل للتحالف العربي وقياداته بل أنا بصدد التصفيق... لماذا؟ لأن تحالف العرب بعد تخالفهم لعقود، جاء لينقذ اليمن وهو في الرمق الأخير، نعم جاء متأخرا وبعد عدة إخفاقات في السياسات الخليجية تجاه اليمن لكن في النهاية اتفقوا على أن يتحالفوا..، وهبت على الفرس وأعوانهم من خونة العروبة رياح بما لا يشتهون، قطعت دابرهم في سنة كأنها ألف سنة مما يعدون، يعدون العتاد والعدة ليسيطروا على الركن الأغلى في الوطن العربي، ألا وهو الركن اليماني.

فبقيادة المملكة العربية السعودية متمثلا بدرعها الحصين الجيش السعودي، وجهود القوات المسلحة الباسلة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمقاومة اليمنية، قطعت قوات التحالف دابر القوم المجرمين (القاعدة) في معقلهم حضرموت، ليتعالى عويل الانقلابيين في الكويت مطالبين بإيقاف الضربة العسكرية في حضرموت، أي تواطئ وخزي أكبر من ذلك، عصابات وميليشيات التأمت في الكويت وبرعاية دولية، تتفاوض مع حكومة شرعية تمثل إرادة ما يزيد على 23 مليون يمني؟! لكن، صبر جميل فالله المستعان على ما تصف الأمم المتحدة ومن بها يتحكمون.
فمشاورات بل ملابسات الحوثيين في الكويت هي نهاية المطاف السياسي الذي بدأ أفقه يضيق شيئا فشيئا والحل العسكري بدأ يلوح بالأفق مرة أخرى على خونة اليمن وهو الأقرب للواقع والعلاج الأنجع.
أما المرجفون الضالون المكذبون الذين نشزت أصواتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ودهاليز وأزقة تويتر وترويجهم لفكرة أن ثمة خلافات تلوح بالأفق بين التوأمين السياميين الإمارات والسعودية بشأن ما زعموا عن توريط السعودية باليمن الشمالي ولف اليمن الجنوبي بقطعة من حرير لتكون تحت الانتداب الإماراتي؟!
هذا محال، وأساطير لم يذكرها لا الأولون ولا الآخرون، فاليمن جسد واحد لا يعيش منقسما، هذه عقيدة تكاملية بين قوات وقيادات التحالف العربي، فالمشرط إماراتي والجراح سعودي.. فالضربة التي تمحق أماني العدو هو إشهار المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي، بل إن الدولتين ذهبتا لأبعد من ذلك بكثير عن طريق شراكات بلا حدود، فأفضل الممارسات والإستراتيجيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية الإماراتية ستطبق في السعودية قريبا. ولولا الأمن والاستقرار والرخاء في الشقيقة الكبرى السعودية لما نجحت تلك الممارسات في الإمارات أصلا، فهناك هاجس لدى القيادة الإماراتية لا يخفى على أحد، ألا وهو بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية تنجح التنمية والتطوير في بقية دول الخليج، بل المنطقة ككل، لأنها العمود الفقري للمنطقة العربية بأسرها، وبقيادتها لدفة التحالف العربي عسكريا وسياسيا، سيعود اليمن حتما سعيدا، فللقافلة طريق للنجاح... وللكلاب نصيب في النباح.
( * ) إعلامي وكاتب إماراتي