-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
تصفحت عددا من المجلات الفاخرة، ومن عادة هذه النشرات أنها مليئة بالصور الجميلة عن مواقع طبيعية ومشاريع حديثة في وطننا العظيم. وتمزجها بصور فارهة لفلل وقصور، شقق، سيارات واكسسوارات.
ليت حياتنا مثل تلك الصور لكنا سنكون أكثر سعادة ورقياً.

نحن واقعيون، لهذا نرى طرقاتنا لا تحترم المشاة الأصحاء فكيف بمن هم يسيرون على الكراسي المدولبة؟
نحن واقعيون، لأننا نبحث ألف مرة عن موقف سيارة إذ إن صاحب المحل جر سلسلة حديدية تسد الطريق أمام السيارات حتى عن زبائنه.
ونحن كذلك، لأننا نشكو ضيق الحال فالتعليم الخاص أكل رواتبنا، والعلاج الحكومي المجاني لمن هم ذوو نفوذ او ذوو واسطة، وأغلبنا لسنا من هؤلاء ولا من هؤلاء.
لسنا في بروشور، لكننا واقعيون، لأننا نسافر سياحيا أو على درجة الضيافة ونحجز مبكرا للحصول على فارق سعري بسيط، ونفاوض في كل شيء حتى قيمة الدواء، وحتى يبتسم الصيدلي تهكما بأن هذا الشيء الوحيد الذي لا تستطيع المفاوضة فيه.
حياتنا ليست بروشور، وكونوا واقعيين، فالحال ليس الحال وشد الحزام حان، فلا تغرونا بصور الرولزرويس والطائرات الخاصة، ونحن نذهب صباحا إلى الدوام، نجفف الزجاج من مكيفات الجيران، التي ترشح من شدة الرطوبة وانعدام الصيانة.
وأخيرا لا تنسوا، أنه في مثل هذا الوقت من الشهر يأتي اتصال من عامل البقالة يسأل عن قيمة ما علينا فالدنيا آخر شهر.