-A +A
«عكاظ» (الرياض)

قطع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالـعزيز بن محمد آل الشيخ، بأن دعوات إيران فيما يتعلق بالحج مرفوضة من قبل جميع المسلمين. ولفت إلى أهمية تعاون الجميع؛ ليؤدي الناس الحج في أمن وأمان وطمأنينة.

وقال عقب تدشينه أمس (الخميس) البوابة الإلكترونية لوكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي، وعدد من الخدمات الإلكترونية الأخرى المتصلة بعمل الوكالة وأنشطتها المختلفة: «النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحج لله جل وعلا، وأبطل كل ما كانت تعمله الجاهلية في الحج، سواء من تسييس لصالح فئة معينة، أو قبيلة معينة، أو لخدمة أفراد معينين، أو ما أشبه ذلك».

وأردف «كل عمل الجاهلية وضعه النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع، حيث قال: (كل عمل الجاهلية موضوع)، وذلك تخليصا للحج من أي اعتبارات بشرية، وهذا ما حصل في حجة الوداع، وكل الحجات التي حجها الخلفاء الراشدون، ثم المسلمون، إلى أن قامت ثورة الخميني في إيران، وأصبح الحج مقصدا للتسييس».

ولفت آل الشيخ إلى أن إيران ومنذ أوائل الثورة وليس من الآن، تحاول دائما أن تحول الحج إلى سياسة، فبدأوا بالتجمهرات والمظاهرات، ورُد عليهم بقوة، ثم أظهروا شعار البراءة التي يزعمون أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حملها على النبي صلى الله عليه وسلم، وشعار البراءة في ذلك إنما كان في حجة واحدة؛ لأنه لا يحج بعد العام مشرك، وليست البراءة كل سنة، فإظهار براءة جديدة هذا من البدع المحدثة في الدين، الباطلة بالقرآن والسنة.

وزاد «ما تقوم به إيران هو مصادمة ومضادة للعقيدة الإسلامية، ولوحدة المسلمين التي يجب أن يسعى فيها إلى أن يكون حجهم واحدا، أما أن يكون حجهم متفرقا، فهذا سعي في الفرقة، وهذا ما تسعى إليه إيران، تظهر رغبتها في الوحدة، بشعارات في العالم الإسلامي، لكنها في الحقيقة تسعى لتفرقة المسلمين، خصوصا أهل السنة والجماعة، وبث الزعازع، وما يعكر أمنهم النفسي، والديني، والعقدي، وأمنهم في بلادهم».

ومضى قائلا: «قابلنا عددا من علماء المسلمين، وجاءتنا برقيات، واتصالات كثيرة، كلها تندد، وترفض عمل إيران، والمملكة تمد يدها بحسب طلب الإيرانيين، استجابت لبحث موضوع الحج، ثم عند البحث اشترطوا شروطا مسيسة، وهذا لا شك أنه مرفوض، فالحج عبادة، والمملكة لا تمنع أحدا أراد الحج أو العمرة، لكن لا بد أن يكون حجه وعمرته لله -جل وعلا-، غير مسيس، وغير خادم لأغراض فئات أو طوائف معينة».

ونوه آل الشيخ إلى أن العالم كله أدرك أن إيران تسعى لبث الفرقة بين المسلمين، والمملكة هي التي تحمل راية وحدة المسلمين؛ لأنها تريد تجميعهم، وهذا واضح في صنيع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي عهده، عبر اتصالاتهم مع المسلمين لجمع كلمتهم وشملهم.

وقال وزير الشؤون الإسلامية: «إن الوزارة لديها اتصال بجميع الجمعيات، والمراكز الإسلامية في أنحاء العالم، وعلماء العالم الإسلامي، في مصر والأزهر، وتركيا، والمغرب، وباكستان، والهند، وإندونيسيا، وأفريقيا، وتتلقى رغبة علماء المسلمين دائما في التنسيق لرد الهجمات الإيرانية».