رمضان عالأبواب!! عبارة تطرق أسماعنا كلما اقترب الشهر الكريم.. ولكن حاشاه رمضان أن يقف بالأبواب، بل نحن نقف على أبواب شهر القرآن، نرجو ونتشرف باستضافته، خير الشهور عند الخالق جل في علاه، إذ السماء تعج بالملائكة الكرام والخير والبركة، فيه ليلة تعدل 83 سنة مما تعدون.
وفي الشهر ذاته تنقلب الفضائيات رأسا على عقب وتفقد بوصلة الخارطة البرامجية صوابها ليضيق الفضاء الفسيح ذرعا بالمسلسلات والدراما والكوميديا والفانتازيا التاريخية، متخذين شعار «رمضان... أن تتشتت أكثر». الممثل في مسلسل بدوي هو ذاته بطل في مسلسل درامي، هو نفسه يقدم البرامج الرمضانية.. ناهيك عن المسلسلات العربية والخليجية التي تروي أقبح القصص والممارسات السلوكية وأكثرها شذوذا في المجتمع وتعرضها على قارعة الطريق، بحجة علاج طبيعي لمشاكل وسلوكيات المجتمع وعدم الهروب من واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه!! هذا هو ديدن المؤسسات الإعلامية كل عام..
لكن هناك فرق هذا العام، فلابد من أن نفرق بين حالة السلم وحالة الحرب، خصوصا نحن دول التحالف، فالإعلام مرآة المجتمع، وجيوشنا الجزء الأهم من المجتمع، كم نتمنى أن نشاهد لفتة كريمة من هذه الفضائيات لواقعنا العربي المرير، ونتناول قضايانا وبطولاتنا وتضحيات أبطالنا بالدراما الهادفة، فكرامة الأمة تصان في حرب الشرف باليمن، والمشهد السوري الذي شوه كل معاني الإنسانية وتخاذل العالم تجاهه، لا يمكننا عزل هذه الملحمة للأمة العربية عن دراما وكوميديا وفوازير ونكت رمضان، كم جميل أن يطل علينا برنامج خاص بشهداء وأبطال الوطن، ذلك النبراس المنير الذي يستوطن قلوبنا، فكل دول التحالف العربي سقط لها شهداء وطن، فلتكن قصص تروى في بيوتنا ومجالسنا الرمضانية، ولا بد أن تلهج ألسنتنا بالدعاء لأولئك الذين يصدون عنا العدو المرابطين في الحد الجنوبي والحدود الشمالية، ونستحضر يومياتهم، الذين يسهرون الليل ويكابدون النهار كي ننعم بالمجالس ولمة الأهل والأحباب...
وكم نسعى جاهدين متفائلين بغدٍ مشرق في خليجنا العربي للنهوض بأمتنا العربية لتلحق بركب العلم والتطور والتنمية، فثمة برامج هادفة شيقة ومتابعة من كل شرائح المجتمع، صامدة وسط تلك العاصفة البرامجية السنوية، وهي التي تبقى عالقة في الأذهان وتؤثر في الوجدان، ها هو ياسر حارب يأخذنا في رحلة لعالم المستقبل في برنامجه الرمضاني (لحظة) على شاشة mbc، وكم هو جميل (علي سلوم) وهو يجوب العالم تحت شعار لتعارفوا في برنامجه دروب الذي ينير القلوب، لتقبل وتعرف ثقافة الآخر والذي يطل علينا عبر شاشة تلفزيون أبوظبي... كذلك الحال في الكوميديا السعودية بقلم المايسترو خلف الحربي الذي يغرقنا بوابلٍ من الابتسامات في برنامج واي فاي، وإسقاطاته السياسية من خلال نجومه.. هكذا تكون خارطة برامج رمضان وجبه روحية نفسية وطنية متوازنة. تسهم في بث روح التفاؤل والإيجابية والتوعية الفكرية بين مجتمعاتنا العربية.
ووجب التنويه أن لا تتناسى فضائياتنا الواقع الدراماتيكي الذي تعيشه، وسحب الإعلام الجديد البساط السحري من تحت أقدام بل أعمدة الإعلام الرسمي والتقليدي، فلابد أن تعود بوصلة الخارطة البرامجية لصوابها والكف عن التلقين، فبضغطة زر تتشتت الخارطة البرامجية التي خطها خبراؤكم ومديرو برامجكم. فاليوتيوب خادم مطيع وخيرُ جليس في هذا الزمان.. موبايل.
* كاتب وإعلامي اماراتي
وفي الشهر ذاته تنقلب الفضائيات رأسا على عقب وتفقد بوصلة الخارطة البرامجية صوابها ليضيق الفضاء الفسيح ذرعا بالمسلسلات والدراما والكوميديا والفانتازيا التاريخية، متخذين شعار «رمضان... أن تتشتت أكثر». الممثل في مسلسل بدوي هو ذاته بطل في مسلسل درامي، هو نفسه يقدم البرامج الرمضانية.. ناهيك عن المسلسلات العربية والخليجية التي تروي أقبح القصص والممارسات السلوكية وأكثرها شذوذا في المجتمع وتعرضها على قارعة الطريق، بحجة علاج طبيعي لمشاكل وسلوكيات المجتمع وعدم الهروب من واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه!! هذا هو ديدن المؤسسات الإعلامية كل عام..
لكن هناك فرق هذا العام، فلابد من أن نفرق بين حالة السلم وحالة الحرب، خصوصا نحن دول التحالف، فالإعلام مرآة المجتمع، وجيوشنا الجزء الأهم من المجتمع، كم نتمنى أن نشاهد لفتة كريمة من هذه الفضائيات لواقعنا العربي المرير، ونتناول قضايانا وبطولاتنا وتضحيات أبطالنا بالدراما الهادفة، فكرامة الأمة تصان في حرب الشرف باليمن، والمشهد السوري الذي شوه كل معاني الإنسانية وتخاذل العالم تجاهه، لا يمكننا عزل هذه الملحمة للأمة العربية عن دراما وكوميديا وفوازير ونكت رمضان، كم جميل أن يطل علينا برنامج خاص بشهداء وأبطال الوطن، ذلك النبراس المنير الذي يستوطن قلوبنا، فكل دول التحالف العربي سقط لها شهداء وطن، فلتكن قصص تروى في بيوتنا ومجالسنا الرمضانية، ولا بد أن تلهج ألسنتنا بالدعاء لأولئك الذين يصدون عنا العدو المرابطين في الحد الجنوبي والحدود الشمالية، ونستحضر يومياتهم، الذين يسهرون الليل ويكابدون النهار كي ننعم بالمجالس ولمة الأهل والأحباب...
وكم نسعى جاهدين متفائلين بغدٍ مشرق في خليجنا العربي للنهوض بأمتنا العربية لتلحق بركب العلم والتطور والتنمية، فثمة برامج هادفة شيقة ومتابعة من كل شرائح المجتمع، صامدة وسط تلك العاصفة البرامجية السنوية، وهي التي تبقى عالقة في الأذهان وتؤثر في الوجدان، ها هو ياسر حارب يأخذنا في رحلة لعالم المستقبل في برنامجه الرمضاني (لحظة) على شاشة mbc، وكم هو جميل (علي سلوم) وهو يجوب العالم تحت شعار لتعارفوا في برنامجه دروب الذي ينير القلوب، لتقبل وتعرف ثقافة الآخر والذي يطل علينا عبر شاشة تلفزيون أبوظبي... كذلك الحال في الكوميديا السعودية بقلم المايسترو خلف الحربي الذي يغرقنا بوابلٍ من الابتسامات في برنامج واي فاي، وإسقاطاته السياسية من خلال نجومه.. هكذا تكون خارطة برامج رمضان وجبه روحية نفسية وطنية متوازنة. تسهم في بث روح التفاؤل والإيجابية والتوعية الفكرية بين مجتمعاتنا العربية.
ووجب التنويه أن لا تتناسى فضائياتنا الواقع الدراماتيكي الذي تعيشه، وسحب الإعلام الجديد البساط السحري من تحت أقدام بل أعمدة الإعلام الرسمي والتقليدي، فلابد أن تعود بوصلة الخارطة البرامجية لصوابها والكف عن التلقين، فبضغطة زر تتشتت الخارطة البرامجية التي خطها خبراؤكم ومديرو برامجكم. فاليوتيوب خادم مطيع وخيرُ جليس في هذا الزمان.. موبايل.
* كاتب وإعلامي اماراتي