كل رمضان وأنتم بخير، تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأحمد الله أن وافقت الرؤية حساب تقويم أم القرى، التقويم الذي نعتمد عليه في مواقيت صلاتنا اليومية ولا نعتد به في دخول وخروج شهورنا العربية، نعتمد على من يضع عصاتين برأس جبل ليرى ولادة الهلال بينهما، برغم وجود المراصد والتلسكوبات الدقيقة التي ترصد حركة الأجرام السماوية بالفمتو ثانية وبموجب حساباتها تطلق الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية بين تلك الأجرام التي من ضمنها قمرنا القريب، وجميعنا يحفظ «الشمس والقمر بحسبان».
إلا أن هذا ليس موضوعي اليوم، إنما أود مشاركتكم السؤال: لماذا تتغير طباعنا وأجواؤنا وطقوس حياتنا اليومية في رمضان؟ لا شك أن كثيرين عاشوا تجربة الصيام خارج الوطن، لنقل خارج العالم العربي لتشابه عادات رمضان في معظم الدول العربية، صمته عدة أيام في باكستان وفي تركيا، لم ألحظ أي تغيير في المواعيد أو جدولة الأمور المهمة وغير المهمة، يعيشون نهار رمضان كما كانوا يعيشون قبله، لا ترى ضيقا في الأخلاق ولا تذمرا من أتفه الأسباب، لا تشاهد زحاما بالخصوص قرب مغرب كل يوم، أو خصاما قد يفسد الصوم. ذات الحال في بقية الدول الإسلامية باردها وحارها شمالها وجنوبها، فلماذا يتغير الحال عندنا وتنقلب جدولة المواعيد وتتدنى الإنتاجية، بل ساعات الدوام، وجميعنا يتحجج بالصوم وقلة النوم وارتفاع درجات الحرارة كأننا بدع بين الأمم، أو أن طقسنا الوحيد السيئ في العالم.
تصفد الشياطين في رمضان فلا يتبقى سوى تأثير عاداتنا وأهوائنا ورغباتنا التي تشيطننا، ولأننا سهلو القيادة سرعان ما نستسلم، أكثر من هذا نكيف الظروف والمواقيت حسب أمزجتنا، نحمل الغير تبعات صيامنا نهارا وسهرنا ليلا (لن أسأل فيم) فعليه ألا يستفزنا فيجرح صيامنا، حتى كلمة «اللهم إني صائم» والموصي بها سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم نتناساها، وإن قلناها فلا نعنيها، وإن عنيناها فهي تهديد مبطن. بالطبع هذا ليس تعميما، هناك الفضلاء منا، وهم كثيرون والحمد لله، ممن يعطون الشهر الفضيل ما يستحق من التكريم، لكني أوجه حديثي لقليلي الصبر مثلي، لمحاولة التعايش مع رمضان بروحانية أكثر وهدوء أكثر، فهو شهر يستحق الكثير من لحظات التفكير والتأمل في آيات الله وذكره وتعبده، في الإحساس بالجوع ومعاناة المعدمين، وفي تعلم الصبر والجلد والتحكم في الانفعال. رمضان مدرسة كبيرة تعلمنا دروس الحياة في شهر واحد، وككل مدرسة لا نصيب لطلابها من النجاح إذا انشغلوا ليلا بغير دروسها، فاللهم لا تشغلنا بسواك في رمضان وغير رمضان.
إلا أن هذا ليس موضوعي اليوم، إنما أود مشاركتكم السؤال: لماذا تتغير طباعنا وأجواؤنا وطقوس حياتنا اليومية في رمضان؟ لا شك أن كثيرين عاشوا تجربة الصيام خارج الوطن، لنقل خارج العالم العربي لتشابه عادات رمضان في معظم الدول العربية، صمته عدة أيام في باكستان وفي تركيا، لم ألحظ أي تغيير في المواعيد أو جدولة الأمور المهمة وغير المهمة، يعيشون نهار رمضان كما كانوا يعيشون قبله، لا ترى ضيقا في الأخلاق ولا تذمرا من أتفه الأسباب، لا تشاهد زحاما بالخصوص قرب مغرب كل يوم، أو خصاما قد يفسد الصوم. ذات الحال في بقية الدول الإسلامية باردها وحارها شمالها وجنوبها، فلماذا يتغير الحال عندنا وتنقلب جدولة المواعيد وتتدنى الإنتاجية، بل ساعات الدوام، وجميعنا يتحجج بالصوم وقلة النوم وارتفاع درجات الحرارة كأننا بدع بين الأمم، أو أن طقسنا الوحيد السيئ في العالم.
تصفد الشياطين في رمضان فلا يتبقى سوى تأثير عاداتنا وأهوائنا ورغباتنا التي تشيطننا، ولأننا سهلو القيادة سرعان ما نستسلم، أكثر من هذا نكيف الظروف والمواقيت حسب أمزجتنا، نحمل الغير تبعات صيامنا نهارا وسهرنا ليلا (لن أسأل فيم) فعليه ألا يستفزنا فيجرح صيامنا، حتى كلمة «اللهم إني صائم» والموصي بها سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم نتناساها، وإن قلناها فلا نعنيها، وإن عنيناها فهي تهديد مبطن. بالطبع هذا ليس تعميما، هناك الفضلاء منا، وهم كثيرون والحمد لله، ممن يعطون الشهر الفضيل ما يستحق من التكريم، لكني أوجه حديثي لقليلي الصبر مثلي، لمحاولة التعايش مع رمضان بروحانية أكثر وهدوء أكثر، فهو شهر يستحق الكثير من لحظات التفكير والتأمل في آيات الله وذكره وتعبده، في الإحساس بالجوع ومعاناة المعدمين، وفي تعلم الصبر والجلد والتحكم في الانفعال. رمضان مدرسة كبيرة تعلمنا دروس الحياة في شهر واحد، وككل مدرسة لا نصيب لطلابها من النجاح إذا انشغلوا ليلا بغير دروسها، فاللهم لا تشغلنا بسواك في رمضان وغير رمضان.