-A +A
كشفت جلسات محاكمة المؤيدين والمنتمين لتنظيم داعش الإرهابي الوجه الحقيقي لزيف دعواتهم ومحاولاتهم لاستغلال الدين لتمرير أفكارهم ومخططاتهم الإرهابية. ومن التناقضات التي اتضحت أثناء محاكمة عدد من عناصر التنظيم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة خلال شهرين فقط تورط خمسة من المنتمين لداعش الإرهابي في ممارسات منحرفة وتعاطيهم للمخدارت وشرب الخمر. ففي رجب الماضي أدين أمام قاضي المحكمة الجزائية المتخصصة داعشيين اثنين في قضيتين منفصلتين في عدد من الجرائم الإرهابية إضافة لتعاطيهما الحشيش وحبوب الكبتاجون وشرب المسكر، وقررت المحكمة سجنهما عدة سنوات والجلد 80 سوطا حدا لتعاطيهما المخدر والمسكر. وفي شهر شعبان صدرت أحكام بالسجن على ثلاثة داعشيين مددا مختلفة حسب إدانة كل منهم بعد ثبوت تعاطيهم الحشيش المخدر وشرب المسكر، وتضمن الحكم عليهم الجلد أمام جمع من الناس. ولاتزال المحكمة تنظر في قضية مواطن متهم بتأييد داعش والقاعدة الإرهابيين وقتل أمريكي وإطلاق النار على آخرين ومن التهم الموجهة له أيضا تعاطي الحشيش وقيادة السيارة تحت تأثير المخدر.
وعلقت الباحثة في التاريخ السياسي والعسكري تواصيف العنزي تلك التناقضات بأنها من أبرز سمات الخوارج، فعلى سبيل المثال، تبين وجود اختلالات سلوكية وانحرافات أخلاقية في صفوق التنظيمات الإرهابية، ومن حسن الحظ أن التاريخ حفظ تناقضاتها وإن‏ اختلفت في بعض النقاط إلا أنها تجتمع في الكثير من النقاط مثل التوافق الكبير بين الإستراتيجية العسكرية الإجرامية والتوافق الفكري بين داعش و «الحشاشين» التي نشأت وترعرعت في فارس وظهرت في وقت حرج في التاريخ الإسلامي الوسيط. وتضيف الباحثة العنزي أن أحد المؤرخين أوضح أن الحشاشين أطلق عليهم هذا الاسم نسبة لتعاطيهم للحشيش قبل الشروع في العمليات الإجرامية، وداعش ينهج ذلك حيث يعمل على تخدير العقول بالمخدرات أو المسكرات، ناهيك عن أساليب القتل التي تطابق أساليب القتل لدى الحشاشين.