شئنا أم أبينا فقد أصبح من معالم رمضان حنفية المسلسلات التي تتدفق من كل ركن عربي من طنجة في المغرب إلى الكويت في المشرق. وما بين الجهتين هناك مصر التي تتفنن في إنتاج الدراما الرمضانية وتقديم نجوم جدد في كل موسم إمعانا في ريادتها الفنية والإنتاجية. لكن لا في المغرب ولا في المشرق ولا في مصر هناك مسلسل رمضاني واحد تنتظر حلقاته بشغف لتتابع الأحداث كما حصل من قبل، مثلا، في مسلسل ليالي الحلمية أو مسلسل رأفت الهجان. هناك دائما في المواسم الأخيرة حلقة فوق وحلقة تحت في نفس المسلسل، ما يعني أن (طبخ) هذه المسلسلات يتم على عجل ويتم التجاوز فيه عن منزلقات في الحبكة والسيناريو والحوار والتمثيل والإخراج.
لست ناقدا فنيا لكنني مثل كل إنسان عادي أعرف ما يشدني وما يصرفني عن هذا المسلسل أو ذاك. وأعرف كثيرين الآن يملون من تقليب (الريموت كنتورل) وينتهي بهم المطاف عند «ناشيونال جوغرافيك» أو «أنيمال بلانيت». وهذا يدل دلالة قاطعة بأن ما يعيشه الناس هو بكل وضوح (دوشة) موسمية حادة وليست أعمالا فنية راقية تخلو الشوراع أثناء فترة عرضها. يحدث هذا كل سنة ولا يبدو أن هناك من يلتفت إلى هذه الثغرة أو هذه الثغرات الفنية في إنتاج مسلسلات رمضان.
المصريون، بطبيعة الحال، يعتبرون كل ما أنتجوه وقدموه عبقريا وكل كتابهم وممثليهم ومخرجيهم عباقرة لا يرقى لمستواهم أحد ولا يمكن أن يقارن بهم سواهم. ومع ذلك لم يقدموا لنا دليلا واحدا على أن أيا من مسلسلاتهم منع أي مشاهد من أن يقلب الريموت بحثا عن هذه (العبقرية) أو بحثا عن التميز المنتظر. وحتى عادل إمام في (مأمون وشركاه) لا يستوقفك بقدر ما يدفعك إلى الهروب من اجترار السيناريو والأحداث والإغراق في التفاصيل المملة عند ابنه المخرج رامي إمام.
السعوديون الذين يعتبرون مسلسل (سلفي) درة تاج إنتاجهم الرمضاني يتحدثون عن أن حلقات هذا العام، كما هي حال العام الماضي، طالعة نازلة. حلقة ممتازة وحلقة جيدة وحلقة هزيلة. أي أنه ليس هناك سياق قوي واضح ومتصاعد فيما يقدمه المسلسل من قضايا المجتمع السعودي التي تغري كل منتج وكل ممثل ومخرج بكثافة وتراكم فرص الإبداع. ولو أننا انتزعنا اسم ناصر القصبي من هذا المسلسل فمن المؤكد أن مشاهدته ستكون صفرا مكعبا، ما يدل على أن الفكرة أو الموضوع غائب لحساب اسم النجم الذي يجذب المشاهدين بغض النظر عن ما يقدمه المسلسل ذاته حلقة بعد أخرى.
الكويتيون، من جانبهم، باقون في مسلسلاتهم على نفس المنوال: البيوت الفخمة والعجائز الصعبة والبنات بالشعر الأشقر والعيون الزرق وبناطيل الجينز اللافتة. وإذا استثنينا من إنتاجهم المسلسلات التاريخية الشعبية فإن باقي هذا الإنتاج يسقط حتى (ساق البامبو) الذي نزعوا منه لذة الطبخة المحكمة للرواية ولم يضيفوا ملحا إلى الصنعة الدرامية، وبقيت معظم مشاهد هذا المسلسل ممطة وماسخة.
لست ناقدا فنيا لكنني مثل كل إنسان عادي أعرف ما يشدني وما يصرفني عن هذا المسلسل أو ذاك. وأعرف كثيرين الآن يملون من تقليب (الريموت كنتورل) وينتهي بهم المطاف عند «ناشيونال جوغرافيك» أو «أنيمال بلانيت». وهذا يدل دلالة قاطعة بأن ما يعيشه الناس هو بكل وضوح (دوشة) موسمية حادة وليست أعمالا فنية راقية تخلو الشوراع أثناء فترة عرضها. يحدث هذا كل سنة ولا يبدو أن هناك من يلتفت إلى هذه الثغرة أو هذه الثغرات الفنية في إنتاج مسلسلات رمضان.
المصريون، بطبيعة الحال، يعتبرون كل ما أنتجوه وقدموه عبقريا وكل كتابهم وممثليهم ومخرجيهم عباقرة لا يرقى لمستواهم أحد ولا يمكن أن يقارن بهم سواهم. ومع ذلك لم يقدموا لنا دليلا واحدا على أن أيا من مسلسلاتهم منع أي مشاهد من أن يقلب الريموت بحثا عن هذه (العبقرية) أو بحثا عن التميز المنتظر. وحتى عادل إمام في (مأمون وشركاه) لا يستوقفك بقدر ما يدفعك إلى الهروب من اجترار السيناريو والأحداث والإغراق في التفاصيل المملة عند ابنه المخرج رامي إمام.
السعوديون الذين يعتبرون مسلسل (سلفي) درة تاج إنتاجهم الرمضاني يتحدثون عن أن حلقات هذا العام، كما هي حال العام الماضي، طالعة نازلة. حلقة ممتازة وحلقة جيدة وحلقة هزيلة. أي أنه ليس هناك سياق قوي واضح ومتصاعد فيما يقدمه المسلسل من قضايا المجتمع السعودي التي تغري كل منتج وكل ممثل ومخرج بكثافة وتراكم فرص الإبداع. ولو أننا انتزعنا اسم ناصر القصبي من هذا المسلسل فمن المؤكد أن مشاهدته ستكون صفرا مكعبا، ما يدل على أن الفكرة أو الموضوع غائب لحساب اسم النجم الذي يجذب المشاهدين بغض النظر عن ما يقدمه المسلسل ذاته حلقة بعد أخرى.
الكويتيون، من جانبهم، باقون في مسلسلاتهم على نفس المنوال: البيوت الفخمة والعجائز الصعبة والبنات بالشعر الأشقر والعيون الزرق وبناطيل الجينز اللافتة. وإذا استثنينا من إنتاجهم المسلسلات التاريخية الشعبية فإن باقي هذا الإنتاج يسقط حتى (ساق البامبو) الذي نزعوا منه لذة الطبخة المحكمة للرواية ولم يضيفوا ملحا إلى الصنعة الدرامية، وبقيت معظم مشاهد هذا المسلسل ممطة وماسخة.