-A +A
عبدالمحسن هلال
أعرف أنه عنوان صادم لكنه حقيقي، ولو تحلمون علي قليلا سأنقل لكم كيف، بداية دعوني أسأل، كمدخل للموضوع، لماذا نصوم؟ جميعنا سيقول تعبدا لله سبحانه واستجابة لأوامره ولتعاليم رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهو ركن من أركان الإسلام، وقد نفيض أنه للشعور بمعاناة الفقراء والمحتاجين وتعلم الإيثار والصبر، أو لمغالبة شهوات النفس وتعود القناعة بالقليل، وقد نسترسل أنه صحة للبدن كما قال نبينا المصطفى عليه الصلاة والتسليم، «صوموا تصحوا»، جميعها صحيح لكني أتوقف عند هذه الأخيرة، لأسأل كيف نصوم لنصح، أو لماذا الصوم مفيد صحيا، بمعنى طبيا؟
وردتني رسالة «واتسبية»، على قلة المفيد من هذه الرسائل، احتوت أجوبة طبية لا يعرفها غير المختصين أمثالي، وننتظر رأي أساتذة الطب فيها، الرسالة منسوبة للدكتور أحمد الحميري ولقائه صدفة البروفيسور الياباني ميزوشيما الذي سأله لماذا تصوم رمضان، فلم يحد عما ذكر أعلاه، فاستغرب البروفيسور كيف يمكن أن يكون المسلمون بهذا العدد ولا يعرفون لماذا يصومون؟ البروفيسور ميزوشيما، حسب الدكتور الحميري، مع ثلاثة علماء، ياباني آخر وأمريكيين، يبحثون في مفهوم الالتهام الذاتي للخلية Autophagy وعلاقته بالصوم. إذا امتنعنا عن الطعام والشراب لمدة ثماني ساعات وأكثر يبدأ عمل الاتوفيجي، تحدد أجسادنا الخلايا المريضة، سرطانية وغيرها، فتحفزها للقيام بتحليل ذاتي لنفسها، أي تدمير ذاتها، وفي الوقت نفسه توفر الغذاء المتاح للخلايا السليمة، بشرط أن يكون الجسم خلال الصوم في حالة نشاطه العادية (ليس نوما وخمولا) وأن تتكرر وتستمر العملية لفترة من الزمن، وألا يتخللها إعادة بناء للخلايا المريضة بالإفراط في الطعام بعد الصوم، بالخصوص الدهنيات والسكريات.

أرفقت الرسالة بعدة مراجع علمية منشورة في مجلات علمية رصينة كساينس وسل ونيتشر وغيرهم، ويمكن لأي منا الرجوع إليها، أو كتابة Autophagy على مؤشر بحثه، اليكم اثنين منها، إن ضلت إحداهما تقود الأخرى لغيرها الكثير: http://www.cell.com/cell/abstract والثانية: http://science.sciencemag.org/content/330/6009/1344 وجميعهم يوضحون العلاقة الوثيقة بين الصيام والتدمير الذاتي للخلايا المريضة بأجسامنا، وعلاقة الاتوفيجي بأمراض كثيرة منها السرطان وعمليات الأيض والشيخوخة وغيرها كثير، حمانا الله جميعا من كافة الأمراض، وشافا مرضانا ومرضى المسلمين وإخواننا في الإنسانية.
وبعد أن تتحققوا تأملوا، كيف لهذا النبي الأمي، عليه السلام، أن يعرف كل هذا وغيره كثير قبل 14 قرنا لولا هدي الله سبحانه في عليائه، وكيف أن معجزات هذا القرآن الكريم لا تنتهي إلا بانتهاء ظرفي الزمان والمكان، وبعد أن تتأملوا احمدوا الله على نعمة الإسلام.