-A +A
أوضح رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والكاتب الصحافي بصحيفة (الجزيرة) محمد المنيف أن «رواسب النفوس» قد أخذت بعض الآراء حول مقاله بعيدا عن العقلانية، والتفكير في أبعاده المقصودة، إضافة إلى امتناعه عن التراجع عن وصفه للساحة الفنية الذي أورده في مقاله.
وقال المنيف إن ما طرحته في زاويتي (للرسم معنى) بصحيفة (الجزيرة)، أخذه البعض بناء على رواسب النفوس، وآخرون بعقلانية وتفهم أبعاده، إذ إننا جميعا على اختلاف الأجيال ومراحل حضور الأسماء الشابة في الساحة، لم نبق فيها إلا من دافع الهبة التي منحها الله لكل منا ولانتمائنا إليها ولخدمتها مهما اختلفت الآراء وكثرت الأخطاء، لاسيما أننا تحملنا وخسرنا من أجلها الكثير، ولو تفرغنا لأعمالنا الخاصة الرابحة ماديا ومعنويا غير الفن الذي يعلم الكثير أنه «لا يؤكل عيش».

وتأسف المنيف بأن يندفع البعض إلى تصوره كخصم للساحة التشكيلية، مع أنه أحد أفرادها، واصفا نفسه بأنه أقلهم جهدا في خدمتها. وأضاف: «جاء فهمهم أنني أحارب الشباب مع أنني في الجمعية وباتفاق مع مجلس الإدارة تجاوزنا شروط قبول العضوية المشروطة بمعارض وشهادات متخصصة لنمنح العضوية للشباب وغير المختصين أو المؤهلين في الفن من مختلف الأجيال للمشاركة في المعارض، كما يكفينا سعادة وشرفا أن أكثر من يفوز في معارض الجمعية من جيل الشباب، مع ما يستعد له فرع الرياض حاليا بمعرض تجاوز عدد المشاركين فيه من أعضاء الفرع 200 فنان وفنانة كلهم من جيل الشباب، إضافة إلى مشروع تجميل مطار الملك خالد الذي خصصناه للشباب دون شروط للعمر أو المؤهل، فالعمل الجديد يفرض نفسه وكذلك ما سيعلن عنه لمعرض بدعم من أحد البنوك أيضا للشباب أعضاء فرع الرياض.
وحول ما ألمح إليه في مقاله من صفات نسبها إلى ساحة الفن التشكيلي، أجاب: «ما أشرت إليه في مقالي أشار إليه كثير من الإعلاميين كل في مجاله بأن في كل ساحة غثا وسمينا، وأن هناك دخلاء على كل مجال ومنها الفنون التشكيلية، وأجزم أن من تقدم باعتراض على المقال أو بعدم رضى من الأحبة التشكيليين يعلمون أن بالساحة نوعية لا يمكن أن تحسب كفنانين لعدم وصولهم إلى المستوى الحقيقي للموهبة، وكثير ما طالب بعض هؤلاء المعترضون أن يكون هناك تصنيف للساحة وإقامة معارض لفئات المجتمع التشكيلي كما هي في دول أخرى».
ونوه إلى أنه في حال عودتهم لقراءة المقال بهدوء وإنصاف، فلن يجدوا جملة تصف الشباب بوصف سيئ، وإنما وصفت الساحة عامة أنها أصبحت بأولئك الدخلاء من الهواة كحاوية «الزبالة» ولن أتراجع عن الوصف لعلمي أن الوصف يمكن أخذه بمحملين حسب فهم القارئ؛ أحدهما بمنظور سيئ والآخر يفهم أن في كل حاوية ما يمكن الاستفادة منه لو أعيد تدويره وإزالة التالف منه.
وعن رأي الفنانين الرواد وما عنونت الزاوية به بابتعادهم عن الساحة أجاب: «ابتعدوا بسبب وضعها المتردي، فإنني احترم رأيهم مع ما احتفظ به من آراء آخرين أتلقاها كثيرا تحمل التذمر وأحيانا تحميل الجهات المسؤولة عن هذه الفوضى في الفن التشكيلي، منها ما يقام داخل الوطن لا تخدم أهم أهداف هذا الفن وهو الارتقاء بذائقة المجتمع نتيجة ما يعرض من أعمال لفئات ما زالت تتلمس طريقها مع استثناء بعض من صالات العرض الخاصة التي تسعى لتقديم الجيد، ناهيك عن المشاركات الخارجية إما بأعمال لا ترتقي لتمثيل المملكة أو بمشاركات خارج السرب الرسمي يتلقى الفنانون الدعوات لها من جهات لا يعلم أحد أهدافها.
واختتم المنيف رده بتمنيه تماسك الساحة التشكيلية واجتماع فنانيها على خدمتها بعيدا عن الشللية وتقسيمها إلى تكتلات فرقت شملها.