-A +A
مريم الصغير (الرياض)
عند الحديث مع الكاتبة الصحفية سمر المقرن، يجدر الإشارة إلى أننا أمام صحفية جريئة، تعلن مواقفها دائماً بوضوح، قد يظهر أنها صدامية، بيد أنها متصالحة مع نفسها.
تؤكد في حوار مع «عكاظ» عدم رضوخها إلى التهديدات التي تتلقاها بين الفينة والأخرى، حتى أن اعتذارها عن محاضرة «أدبي القصيم» لم يكن لرضوخها لتلك التهديدات، لكن والدتها أصرت على عدم ذهابها.
ترى أن التهديدات الإلكترونية لا تؤثر في آرائها. مشيرة إلى أنها أول من فتح باب النقاش حول تأنيث المحلات النسائية عبر سلسلة من التحقيقات الصحفية التي كتبتها قبل 11 عاماً، كما ناقشت الموضوع ملياً في مقالاتها.
تقول إن الرياض تشكل بالنسبة لها سحرا آخر، حتى أنها ترى في العاصمة أفضل مكان لقضاء الشهر الفضيل برفقة أسرتها. سمر المقرن التي أصدرت رواية «نساء المنكر» عن دار الساقي 2008، «ثورة الشعب وثورة الطائفة.. سوريا والبحرين» عن دار الكفاح 2012، «كذبة أبريل» عن دار مدارك 2016، تبدد الانتقادات المشيرة إلى عدم تقبلها الآراء الناقدة، بيد أنها تشترط فيها أن تكون بناءة.

• حدثينا عن طفولتك ومرحلة المراهقة وتجربتك الأولى مع الصيام وكم كان عمرك؟
•• عشت مرحلة طفولة جميلة في ظل والدين -حفظهما الله- حرصا على أن نعيش في بيت يضخ جمالاً ومحبة. أما المراهقة لا أخفيك فلم أعش تلك المرحلة لأنني تزوجت وأنا في صفوف المرحلة الثانوية وعمري لم يتجاوز 16 عاماً، وصمت أول مرّة وعمري في حدود الخمسة أعوام، أتذكر وقتها قالت لي والدتي: الصغار يصومون إلى أذان العصر ورفضت أن أفطر.
• ما هو الفرق بين رمضان في السابق ورمضان الآن في نظرك؟
•• لا يوجد فرق فرمضان نفسه، الفرق يكمن في الناس و الأحداث، أعني في الحياة بشكل عام.
• أين تصومين رمضان وما هي أكثر المدن التي تشعرك بروحانية الشهر أكثر؟
•• أحب الصيام في مدينة الرياض مع والدي ووالدتي، كما أحب الاجتماعات الأسرية والمناسبات الرمضانية العائلية، أحياناً تفرض علي ظروف السفر لكنني أعود مسرعة لأسرتي وكلي شوق لأجواء رمضان في مدينتي الحبيبة الرياض، أشعر بالشوق أكثر عندما أكون في مدينة أجنبية ليس فيها أي شيء من مظاهر رمضان، أعود مشتاقة لصوت المآذن بالرغم من تضجرنا -أحياناً- من الصوت العالي للمايكروفونات وتداخل الأصوات، لكنني أبقى مستمتعة بها.
• بماذا تعرفين الإرهاب وحديثنا عن التجربة التي تعرضتِ لها عبر التهديدات الإلكترونية؟
•• كثيرة هي التعريفات والمسميات، كل شخص يرى الإرهاب من منظور مختلف لكن يظل الأصل هو ما تم الاتفاق عليه. بالنسبة لي «الإرهاب» هو أي فعل يثير الخوف ويستخدم العنف كوسيلة للتعبير.
• تلقيتِ تهديدا بعد الدعوة التي تلقيتها لإلقاء محاضرة في أدبي القصيم، ما دفعك للاعتذار عن الدعوة، ما مدى صحة الرواية؟
•• اعتذرت لأن والدتي حلفت علي أن لا أذهب، وأنا ليس من عادتي أن يرهبني هؤلاء الضعاف الذين يخشون رأيي وأفكاري. مع العلم أن هناك محاولات تشبه ما حدث في القصيم ولم تصل إلى علم والدتي.
• تزعمين أنك صاحبة المبادرة في المطالبة بتأنيث المحلات النسائية، كيف ادعيتِ ذلك؟
•• أفتخر كوني صاحبة المبادرة الأولى في فتح باب النقاش حول تأنيث محلات المستلزمات النسائية، إذ بدأت من عام 2005 عبر صحيفة الوطن بتجهيز عدد من التحقيقات والحملات الموجهة للمطالبة بعمل الفتيات في هذه المحلات، وقد كتبت في عام 2011 مقالاً بعنوان: (حكاية تأنيث محلات الملابس النسائية) أوردت فيه كافة تفاصيل الجهود في هذه القضية وكيف بدأت.
• لك رأي أثار الجدل في مقالاتك حول تغطية الوجه؟
•• كشف الوجه أو تغطيته هو حرية شخصية ولا أتدخل في أحد، إنما أرفض أن يفرض أي أحد على المرأة أن تغطي وجهها، كما أرفض أن يفرض أي أحد عليها أن تكشفه.. يظل الخيار لها وهذا هو الصح. لكن رأيي الشخصي يظل لا يتقبل فكرة طمس الهوية، ووجه الإنسان هو هويته.
• ما هو رأيك في الضوابط والتنظيم الجديد للهيئة؟
•• أعواما طويلة ونحن ننادي بتنظيم عمل جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعد أن لمسنا (بعض) التجاوزات في إساءة استخدام السلطة «المفرطة»، وكانت تأتينا ردود من (بعضهم) أننا ضد هذا الجهاز وضد عمله، وهذا كلام ليس له أساس من الصحة، لذا فإن مطالب التنظيم والتقنين تختلف عن مطالب الإلغاء، وبكل تأكيد أن المتضرر من التنظيم سيرجمني -كالعادة- وغيري بأبشع الأوصاف، بل لا يتوانى (بعضهم) في تكفيرنا.
أرى أن النظام الصادر بقرار من مجلس الوزراء بشأن تنظيم عمل جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس فيه انتصار لأحد، وليس ضد أو مع أحد بعينه، إنما هو في صالح المجتمع وفي صالح الأجهزة التي يتعارض عمل جهاز الهيئة معها، هو انتصار للإنسانية وللأخلاق التي تنشأ مع بيئة الإنسان وتربيته.
•سمر المقرن لا تتقبل النقد رغم انتقادها المستمر للآخرين، كيف تردين على هذا الاتهام الشائع ضدك؟
•• من يعرفني جيدا يعلم أنني أكثر الناس تقبلاً للنقد شرط أن يكون بناء. المشكلة أن (بعضهم) لا يفرق بين النقد والقذف.