-A +A
عبدالرحمن الشمراني (الرياض)
«وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند»، قالها طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي في ظلم القريب قريبه قولا لا فعلا، فكيف بقتل مولود لأمه التي حملته وهنا على وهن، ومحاولة قتل والده الذي رباه ورعاه، وشاب غدر بخاله الذي عاش في كنفه سنين طويلة، وصولا إلى بث بعض الدواعش رسائل التهديد والوعيد بقتل الأقارب عبر مقاطع الفيديو، ما يشكل فعلا انفصالا كليا للعقل عن الجسد.
هذه الجريمة البشعة التي هزت المشاعر فجر أمس الجمعة بإقدام شابين على قتل والدتهما ومحاولة قتل والدهما وشقيقهما في حي الحمراء في العاصمة الرياض، ليست الجريمة الأولى من هذا النوع، إذ شهدت محافظة الشملي في منطقة حائل العام الماضي، جريمة قتل الشاب مدوس العنزي على يدي ابني عمه، قبل القبض على أحدهما من قبل أجهزة الأمن وقتل الآخر.

وفي شهر رمضان من العام الماضي غدر داعشي بخاله العقيد المتقاعد راشد الصفيان، وأطلق عليه الرصاص ليرديه قتيلا، ثم ينطلق هاربا على طريق الحائر جنوب الرياض، ليفجر نفسه بعد ذلك مستهدفا نقطة التفتيش.
كما سجلت منطقة القصيم في شهر فبراير من هذا العام 2016 جريمة من جرائم داعش ضد الأقارب، حينما استدرج 6 من العناصر الإرهابية ابن عمهم الوكيل رقيب بدر حمدي الشمري من منسوبي قوة الطوارئ الخاصة إلى مزرعة هناك، ثم تناوبوا على قتله في أبشع صورة. يذكر أن عددا من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي سبق لهم أن توعدوا عبر مقاطع مصورة قتل ذويهم، إن لم يتوبوا عن ردتهم على حد قولهم، إذ ظهر في أحد المقاطع ما يسمى نائب قائد الأنبار وأحد أفراد داعش جميل الخمعلي العنزي، الذي نشر قائمة بالصور لأقاربه، أبرزهم شقيقه.