-A +A
أسماء بوزيان (باريس)
تطورت العلاقات الفرنسية السعودية منذ مجيء الملك سلمان بن عبدالعزيز لتأخذ طابعا مميزا على مستوى العلاقات الدولية. فالمكانة التي تحظى بها فرنسا في نادي الشركاء الدوليين للمملكة العربية السعودية، تؤكد عمق هذه العلاقات، على المديين المتوسط والبعيد، مثلما يقول جون بيار موليني، المختص في السياسة الدفاعية لفرنسا وأوروبا.
ويرى بيار، أن التعاون الأمني بين فرنسا والمملكة وطيد وقد يتعزز خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باريس بعدة اتفاقيات ويتم الاتفاق على ملفات عديدة كانت قيد الانتظار. لافتا إلى أن المملكة هي الحليف الاستراتيجي لفرنسا وهي أكثر الدول الغربية تقاربا مع المملكة العربية السعودية حول رؤى موحدة لقضايا إقليمية ودولية.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا في وقت يشهد فيه العالم تغيرات جذرية، الأمر الذي أشار إليه سفير المملكة العربية السعودية في باريس خالد العنقري، مؤكدا «أن الزيارة تأتي لتعزز العلاقات التاريخية الوطيدة بين المملكة والجمهورية الفرنسية».
هذه العلاقات التي تتسم بتقارب وجهات النظر وتؤكد على الدور المحوري لفرنسا في المنطقة والعمل مع المملكة من أجل العمل على إيجاد حل لأزمات هذه المنطقة.
زيارة الأمير محمد بن سلمان التي التقى فيها مع مسؤولي شركات كبرى فرنسية، تندرج ضمن استراتيجية المملكة في الانفتاح على العالم والاستثمار في المشاريع التي تسهم في تنويع النسيج الاقتصادي السعودي وخلق فرص استثمار واعدة، إذ يؤكد الخبير في الاقتصاد الأمني أوليفيه كومب، أن المملكة العربية السعودية، تمكنت من التحول إلى تنويع الاقتصاد في الوقت المناسب بالنظر إلى الرهانات الجديدة التي تواجه الاقتصادات العالمية بعد نكسة الذهب الأسود،
ويرى الخبير الفرنسي المختص في الاقتصاد الأمني والاستراتيجيات الاقتصادية أوليفيه كومب أن رؤية 2030 هي رؤية شبابية، تستجيب لتطلعات جيل جديد من المجتمع السعودي وتواكب التحولات الاقتصادية الدولية. ويؤكد أن هذا التحول يقوده أمير شاب، يحمل فهما عميقا للعلاقات الدولية وللاستراتيجيات المشتركة ذات الأولويات الاقتصادية والاستثمارية. كما يؤكد الخبير في العلاقات الفرنكو عربية كريم بيطار، أن الأمير في جولته خارج المملكة أراد أن يستقطب اهتمام شركاء بلده المهمين كالولايات المتحدة وفرنسا. ويقارب وحهات النظر مع المملكة في ظل التحول الداخلي الجديد القائم على استراتيجية تحول اقتصادي متنوع، يعتمد على الاستثمار أولا في الإنسان ثم في قدرات البلد خارج إطار النفط، وهذه هي إحدى المهمات الاستراتيجية للأمير محمد بن سلمان.
بدوره، يقول الخبير في الآنتلجانسيا الاقتصادية إيريك دالباك الأمير محمد بن سلمان شاب أدرك حاجة التغيير في الذهنية الاقتصادية، كما أدرك أن التعليم هو عماد نجاح التحول ضمن رؤية 2030، والذي يكون إطارات قادرة على إدارة المؤسسات الكبرى والاعتماد على قيادات سعودية تدير المناصب القيادية في مجال الأعمال التجارية. وعلاوة على ذلك، اقتنع أن تطوير القطاع التنافسي المستقل الذي لا يعتمد على الدولة هو المؤسسة القوية التي يكون لها باع طويل ومستقل من شأنه أن يضمن النتائج والعواقب السياسية والاقتصادية. ومن ثمة يفتح المجال للشركاء الدوليين من أجل التعاون في مجال التكوين بالإضافة للاستثمار في قطاعات لا تزال تعرف بعض النقص.