يبدو أن الترتيب لإجراء حوار مع عضو مجلس الشورى الدكتورة منى آل مشيط ليس بالأمر الهين، فانشغالاتها المتوزعة بين مجلس الشورى وعملها الطبي، وأبحاثها ومشاريعها التي تدرسها، تجعل من جدول أعمالها مليئا ولا يتسع إلا لأسرتها. وتقول الدكتورة آل مشيط إن وجود زوجها الدكتور محمد آل هيازع في مجلس الشورى يجعل من حالتهما الأولى من نوعها (زوجان في دورة واحدة بالمجلس).
وتشير آل مشيط، في حوار مع «عكاظ»، إلى أن المرأة السعودية قادرة على الإبداع وتسنم مناصب قيادية في البلاد، مستشهدة بتجربة الكوتة النسائية بمجلس الشورى (30 سيدة). فإلى نص الحوار:
• بداية، هل كانت تتوقع الدكتورة منى تعيينها في التشكيلة التاريخية كواحدة من أصل 30 امرأة اخترن للمرة الأولى كعضوات في مجلس الشورى؟
•• من الصعب أن يتوقع شخص حصوله على منصب معين، بيد أن مبدئي هو الاجتهاد وبذل العطاء والوقت فيما أكلف به وأترك الأجر والثواب على الله سبحانه وتعالى، ولكل مجتهد نصيب وهذا هو شعاري دائما.
• على أي القرارات التي نستطيع القول إن الدكتورة منى آل مشيط تقف خلفها، ولاقت صدى في المجتمع السعودي؟
•• لقد بدأت السنة الرابعة من الدورة السادسة في مجلس الشورى معلنة نجاح مشوار تاريخي للمرأة السعودية في صناعة القرار، وشرف خدمة الوطن وأهله هو الدافع للتفاني والإصرار على تخطي جميع التحديات لإلهام فتيات ونساء هذه الأرض الغالية بقدرة المرأة السعودية على تقلد المناصب العليا والمشاركة في تنمية مملكتنا الحبيبة.
وأهم قرار تم إنجازه في الشورى وكان له صدى في المجتمع السعودي هو: إضافة برامج صحة المرأة للنظام الصحي السعودي وتم رفعه للمقام السامي متضمنا الموافقة على مشروع الدكتورة: منى آل مشيط، مقترح إضافة برامج صحة المرأة للنظام الصحي في مجلس الشورى، بعد أن تمت موافقة مجلس الشورى على تعديل المادتين (الرابعة، والخامسة) من النظام الصحي الصادر وذلك بإضافة (برامج صحة المرأة)، ووضع السياسة الوطنية لصحة المرأة، والخطط اللزمة لتنفيذها، وتطويرها، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وكانت قرارات مجلس الوزراء تتضمن المقترحات والمشاريع التي وافق عليها مجلس الوزراء بناء على قرارات مجلس الشورى وهي:
- الموافقة على تعديل مادتين من النظام الصحي وذلك بإضافة فقرتين إلى النظام الصحي السعودي تتعلقان بـصحة المرأة.
- الموافقة على قيام مجلس إدارة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بإصدار اللوائح المتعلقة بالعاملين فيها بينما المشاريع والمقترحات الأخرى تكمن في مشروع مقترح تعديل نظام المعوقين لتعديل عدد من مواد نظام رعاية المعوقين لتمكين الجهات ذات العلاقة من خدمة هذه الفئة حيث كان المقترح مقدم من الدكتورة منى آل مشيط وعددا من أعضاء المجلس.
وكذلك موافقة مجلس الشورى على التوصية التي تبنتها لجنة الشؤون المالية والتي تقدمت بها كل من الدكتورة منى آل مشيط والدكتورة لبنى الأنصاري والدكتورة وفاء طيبة، الخاصة (بالمساواة بين المواطنة والمواطن في جميع شروط الحصول على القرض من صندوق التنمية العقارية)، إضافة كذلك المشاركة في دراسة الخطة الإستراتيجية الوطنية للشباب في مجلس الشورى.
• كيف تشعرين عندما دخل زوجك وزير الصحة السابق محمد آل هيازع للمجلس، يبدو أنكما الحالة الأولى في تاريخ المجلس؟
•• نعم، وجودي أنا وزوجي في الوقت والدورة نفسيهما في مجلس الشورى يعتبر لأول مرة في تاريخ مجلس الشورى، كما أن تعيين الدكتور محمد آل هيازع في الشورى، يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم مجلس الشورى بالكفاءات الوطنية من أجل تمثيل المواطنين من قبل أشخاص لديهم خبرة وخلفية تعليمية كبيرة. وهذا يدل على حرص ولاة الأمر على الاهتمام بالأشخاص ودعمهم دون أن يكون هناك أي تفرقة بين الرجل والمرأة وكذلك دعم للأسرة، ومن الأساس أنا وزوجي تحت مظلة وزارة التعليم العالي وكنا في جامعة الملك سعود بالرياض، ثم جامعة الملك خالد بأبها، وحاليا بمجلس الشورى، فسبحان الله لم نختر طريقنا ولكن الله يسر لنا أن نلتقي دائما في جهة عمل واحدة.
• ما القرار الذي تأملين أن تتم الموافقة عليه وتنفيذه لصالح المجتمع السعودي؟
•• أتمنى أن يتم إقرار قانون التحرش كي ينظم التعاملات بين شبابنا وبناتنا على احترام الآخر، وينظم سلوكيات المقيمين والزوار للمملكة، قانون يلزم الجميع ويطبق بطريقه قانونية واضحة لا تختلف الأحكام إلا في نوع التحرش، وأتمنى أن يتم إجراء اتفاقيات لاستقدام العاملات المنزلية من دول تعود عليها المجتمع السعودي، وتحفظ فيها حقوق الطرفين، والعقود تلزم كل طرف، لأن ما يجري الآن من سوق سوداء واستغلال أشخاص لهذه الأزمة لصالحهم وما يصاحب ذلك من تأخير يمتد إلى أكثر من ثمانية شهور ثم حضور عاملة غير مؤهلة أو بعد وصولها ترفض العمل دون أي مبرر ودون أن يكون هناك أي حقوق لصاحب العمل، وأتمنى أن يسهل استقدام السائقين وتخفيض رسوم الفيزا والإقامة، ويمنحوا حق العلاج لأنه لا يمكن الاستغناء عن السائق لأن من أساسيات الحياة السيارة مع السائق، أي أنه ليس ترفا ولا «برستيجا» ومن دون السائق لا يمكن للمرأة أن تتعلم أو تعمل أو تذهب لقضاء الحاجات اليومية والمتابعة في المستشفيات ومدارس الأبناء لعدم وجود وسائل مواصلات في جميع مناطق المملكة والمحافظات وإن وجدت تكون في المدن الكبرى وبأسعار عالية جدا وغير آمنة.
• نسبة بطالة بين النساء كبيرة جدا مقارنة بالرجل، ما هي الأسباب؟
•• في الحقيقة أن بطالة النساء عالية لأسباب متعددة، وهي عدم قبول المرأة أو ولي الأمر لأعمال القطاع الخاص، ومخرجات معظم الجامعات لا تتوافق مع سوق العمل، ورغبة المجتمع النسائي في الوظائف التعليمية الحكومية، وضعف التدريب والتأهيل للفتيات السعوديات وعدم توفر فرص عمل خاص في جميع مناطق ومحافظات المملكة وعدم توفر وسائل مواصلات وعدم توفر حضانات أطفال في جهات العمل وعدم رغبة السيدات للعمل خلال الفترة المسائية وعدم تكافؤ فرص العمل بين الرجال والنساء في بعض الوظائف وعدم وجود أعمال القطاع الخاص مثل الشركات الكبيرة والمصانع والمستشفيات في جميع المحافظات وعدم وجود فرص عمل في القطاع العسكري والجوازات والحراسات الأمنية وصعوبة إنجاز العديد من الأوراق الرسمية في الجهات الحكومية من دون ولي الأمر.
• رمضان يختلف جذريا عن باقي أشهر العام، كيف تقضين نهاره وليله؟
•• رمضان شهر عبادة وعمل ومن ناحية العمل يختلف فقط الوقت في بداية العمل، وبالنسبة للأطباء العمل لا يختلف، بل بالعكس، يزيد في رمضان نتيجة توافق شهر رمضان مع الإجازة الصيفية وتنقل وسفر العوائل إلى أهاليهم في مناطق المملكة المختلفة، كما أن عددا كبيرا يحضر للطوارئ خلال المساء لعدم حضورهم العيادات في الصباح بسبب اختلاف وقت النوم والصيام.
وخلال شهر رمضان مستمرة في عملي بمجلس الشورى وأحضر جلساته ولدي بعض التقارير والمشاريع المقترحة الخاصة بمجلس الشورى وأهتم بها من أجل العمل عليها وتقديمها قبل الإجازة، ولدي عملي في المستشفى وعيادات خلال الفترة المسائية، وكذلك الاهتمام بالأسرة وتوفير الأجواء الرمضانية خصوصا تجهيز الشباب وتشجيعهم لأداء صلاة التراويح، وكذلك تم تنظيم قضاء وقت في مكة وأداء مناسك العمرة في هذا الشهر المبارك، إضافة إلى الاهتمام بالواجبات الاجتماعية وصلة الرحم وزيارة المرضى ومتابعة الأحداث المحلية والدولية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي.