-A +A
مصطفى الفقيه
من الصعب الحكم على شخص دون أن تلتقيه أو تتعايش معه، وبالتالي سيكون من السهل عليك أن تسقط عليه وتقزمه ليتطابق مع حكمك الجائر ويكون الانطباع الأولي أنه لا يصلح وليس في مستوى الطموح!!
هذا ما يطغى هذه الأيام على الأغلبية من جماهير ومحبي النادي الأهلي بعد أن أعلن عن التعاقد مع المحترف البرازيلي الرابع لويس كارلوس، الذين انجرفوا مع من نادى بأنه ليس في مستوى الطموح وأسقطوه أرضا قبل أن يفرح بوصية المدرب جوميز الذي طالب بإحضاره وأنه اللاعب الذي يحتاجه في معترك منافسات بطل الثنائية للموسم المقبل، ولعل الجميع أجمع على التقليل من قيمته الفنية لسببين أولهما كبر سنه والآخر سحنته التي أعطت الانطباع الأولي بأنه غير مجد رغم تشابه ملامحه مع لاعب الهلال ديقاو.

وبهمسة متأنية في آذان مجانين الملكي، اللاعب جاء بإيعاز من مدربكم الخلف للداهية جروس والذي حتما يسعى لصنع مجد ومنجز له مع النادي البطل والعملاق النادي الأهلي، ولهذا فجوميز لن يوصي بالتعاقد مع لاعب إلا وهو محل ثقة وبقيمة فنية تحسب له، يسهم مع كوكبة النجوم الملكية بقيادة الكابتانو تيسير، ولذلك فهو يعرف قدرات اللاعب جيدا، لذا عليكم بالصبر حتى يصل وادعموه طالما أنه أصبح المحور الملكي المقبل ولا تجلدوه قبل أن ترونه على أرض الميدان.
وبقراءة متأنية من خلال إحصائية فنية أوضحت أنه يمتلك تمركزا عاليا جدا وتمريرا متقنا يكاد يتجاوز الـ87 %، ولديه حاسة الانقضاض على الخصم والتحاماته قوية، ويتميز بسرعته وخبرته في قراءة هجمات الخصم والتغطية والضغط في الوقت المناسب، ويستطيع بناء الهجمات بمنهجية وتنظيم سلس، ويملك قدرة فائقة على افتكاك الكرة دون ارتكاب للأخطاء، ويجيد التمركز والتواجد في المساحات الفارغة على طول ثلثي الملعب، ليتمكن من التمرير عندما يقع الفريق تحت الضغط. وبالمجمل هو قارئ جيد ومتمكن لمسرح العمليات وينفذ مهامه باقتدار.
كل هذه المؤشرات تمنحه درجة عالية ليتسلم مهام المحور المؤهل الذي يبحث عنه الأهلي، وعلى جماهير ومحبي النادي الأهلي الهادرة ألا تتشاءم من التعاقد مع اللاعب المغمور، كون الفريق بطلا وسقف الطموح زاد، وعليهم مساندة نجوم الفريق ودعمهم كما هو العهد بهم، لتستمر نغمة الانتصارات وتتحقق المنجزات وفق تطلعات الملايين من العشاق، وأن يكونوا خلف الفريق وألا يلتفتوا لمن يحاول زعزعة الثقة وجمال الالتفاف الذي عرف عنكم يا مجانين الملاعب، وكونوا كما ترددون دوما وعبر الزمان سنمضي معا.
ومضة:
تفاءل، فالله يسمع صوتك في اللحظة التي تعتقد أن كل شيء قد خذلك!