-A +A
إبراهيم علوي، فيصل مجرشي (جدة)

أطبق الحزن على وجوه الحضور في صالة الشحن في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة فجر أمس (الجمعة) فيما تدفقت الدموع في مقل أقارب المعلم طاهر المالكي الذين توافدوا لاستقبال جثمانه وابنه الأكبر مسفر 18 عاما اللذين استشهدا في حادثة انفجار مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول التركية الثلاثاء الماضي.

وحضر استقبال الجثمانين مندوب وزارة الخارجية وعدد من أقارب الفقيد وأصدقائه فيما وصل مع الجثمان ريناد ابنة الفقيد وشقيقه عبدالله المالكي، إذ تم نقل الجثمانين إلى مكة المكرمة لأداء صلاة الجنازة عليهما في المسجد الحرام مساء أمس وقد ووري الجثمانان في مقبرة المعلاة، بينما بدأت الأسرة استقبال المعزين في منزلهم في حي الشرائع مخطط 11 بمكة المكرمة.

وأشار عبدالله المالكي إلى أن أيادي الإرهاب اغتالت شقيقه وابنه فيما أصيبت زوجته وشتت أسرته قبل أن تسهم السفارة السعودية في تركيا في إعادتهم وجمع شتاتهم.

وأوضح عم الزوجة هيفاء المالكي والتي أصيبت جراء انفجار مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول بتركيا وأصيبت بإصابات خطرة خضعت على إثرها للتنويم في العناية المركزة، أن الأسرة سافرت بهدف السياحة وقضاء العيد في تركيا، وما إن وصلت إلى مطار أتاتورك حتى وقع الانفجار ليسقط طاهر متوفى على الفور بعد إصابته إصابة بليغة فيما أصيبت زوجته بشظية تسببت في تلف إحدى كليتيها مما اضطر لاستئصالها، كما أصيبت ببعض الجروح في الظهر إذ يتم حاليا معالجتها.

وأضاف أن الحادث تسبب أيضا في إصابة الأبناء جواد - 13 عاماً، وبتال ثلاث سنوات وفقدهما، إذ نجح التعاون التركي السعودي في العثور عليهما وتلقيهما العلاج في مستشفيات كبرى بمدينة إسطنبول.

وأعرب طاهر المالكي عّم الفقيد طاهر عن بالغ حزنه لفقد ابن أخيه، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته في هذه الأيام الفضيلة، معبرا عن شكره إلى سفارة المملكة في تركيا على الجهود الكبيرة التي قُدمت لأسرة المالكي وغيرها، مثمنًا تعاملهم وتواصلهم السريع منذ بداية الكارثة.

من جانبه أكد عبدالله دخيل الله المالكي حزنه وأسرته على وفاة ابن عمه طاهر المالكي في تفجير إسطنبول أخيرا، مبينا أنه لطالما تحلى بأنبل الصفات وعرف بأصالته وشهامته وسط أفراد العائلة.

وقال لـ «عكاظ» إن الفقيد حرص قبيل سفره على وداعه، وقال «تلقيت منه اتصالا قبل يوم من سفره يبلغني فيه بنيته السفر إلى تركيا مصطحبا أسرته، وودعني وكأنه يشعر بأنه آخر تواصل إذ كان صوته خافتا ودعوت له برحلة سعيدة وعودا حميدا، وأوصاني خيرا وسلامه لجميع أفراد الأسرة والعائلة».

وأوضح أنه فقد بوفاة طاهر أخا وصديقا ورجلا يحرص على جمع شتات الأهل ويحث على الخير في كل محفل مستثمرا عطاءه العلمي والتربوي، داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.